حديث المنزلة .. تواتره .. دلالته
بقلم: الشيخ حسن عبدالله
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ الصدوق عليه الرحمة في كتابه الأمالي: (حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيوب، عن أبان بن عثمان، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله خالد بن الوليد إلى حي يقال لهم بنو المصطلق من بني جذيمة، وكان بينهم وبين بني مخزوم إحنة(1) في الجاهلية، فلما ورد عليهم كانوا قد أطاعوا رسول الله صلى الله عليه وآله، وأخذوا منه كتاباً، فلما ورد عليهم خالد أمر منادياً فنادي بالصلاة فصلى وصلوا، فلما كانت صلاة الفجر أمر مناديه فنادى فصلّى وصلّوا، ثم أمر الخيل فشنوا فيهم الغارة، فقتل وأصاب فطلبوا كتابهم فوجدوه، فأتوا به النبي صلى الله عليه وآله، وحدثوه بما صنع خالد بن الوليد، فاستقبل القبلة، ثم قال: اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد .
قال: ثم قدم على رسول الله تبر (2)ومتاع ، فقال لعلي عليه السلام: يا علي، أئت بني جذيمة من بني المصطلق، فأرضهم مما صنع خالد.
ثم رفع صلى الله عليه وآله قدميه فقال: يا علي، اجعل قضاء أهل الجاهلية تحت قدميك. فأتاهم علي عليه السلام، فلما انتهى إليهم حكم فيهم بحكم الله، فلما رجع إلى النبي صلى الله عليه وآله، قال: يا علي ، أخبرني بما صنعت، فقال: يا رسول الله، عمدت فأعطيت لكل دم دية، ولكل جنين غرة(3)، ولكل مال مالا، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لميلغة(4)كلابهم وحبلة رعاتهم، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لروعة نسائهم وفزع صبيانهم، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لما يعلمون ولما لا يعلمون، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم ليرضوا عنك يا رسول الله.
فقال صلى الله عليه و آله: يا علي، أعطيتهم ليرضوا عني، رضي الله عنك يا علي، إنما أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ) (5).
نظرة في سند الرواية:
هذه الرواية من ناحية السند صحيحة لأنّ رواتها كلهم ثقات، فالشيخ الصدوق تحدثنا عنه فيما سبق وعن مثله لا يسأل من حيث الجلالة وعلو القدر والوثاقة، وهو رواها عن محمد بن الحسن بن الوليد قال فيه الشيخ النجاشي في رجاله: ( ... شيخ القميين وفقيههم ومتقدمهم ووجههم ويقال إنه نزيل قم وما كان أصله منها، ثقة، ثقة، عين، مسكون إليه ... ) (6) ، وهو رواها عن محمد بن الحسن الصفار وقد قال فيه الشيخ النجاشي: (... كان وجهاً في أصحابنا القميين، ثقة، عظيم القدر ...) (7) ، وهو رواها عن العباس بن معروف وهو ثقة، وهو عن علي بن مهزيار قال عنه الشيخ النجاشي: ( ... وكان ثقة في الرواية لا يطعن عليه ...) (8)، وهو عن الثقة فضالة بن أيوب، وفضالة رواها عن أبان بن عثمان وهو ممن أجمعوا على تصحيح ما يصح عنه، وهو عن الفقيه الثقة محمد بن مسلم أحد وجوه أصحابنا بالكوفة من الأعلام والرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا وأحكام الدين لا يطعن عليه بشيء وهو رواها عن الإمام المعصوم محمد بن علي الباقر عليه السلام.
الكلام حول تواتر الحديث:
وحديث المنزلة من الأحاديث التي تواترت عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله رواه عنه جماعة كثيرة من الصحابة، أنقل هنا من وقفت على رواياتهم لهذا الحديث الشريفة من هؤلاء الصحابة مما ورد في مصادر أهل السنة، فقد روى حديث المنزلة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام(9) وسعد بن أبي وقاص(10) وجابر بن عبد الله الأنصاري(11)، وأبو سعيد الخدري (12)، وعبد الله بن عباس(13)، وحبشي بن جنادة(14)، وأبو أيوب الأنصاري(15)، وزيد بن أبي أوفى(16)، ومالك بن الحويرث(17)، وعبد الله بن عمر(18)، والبراء بن عازب(19)، وزيد بن أرقم(20)، ومحدوج بن زيد(21)، وعمر بن الخطاب(22)، ومعاوية بن أبي سفيان(23)، وعقيل بن أبي طالب(24)، وعبد الله بن جعفر(25)، وأبو هريرة الدوسي(26)، وجابر بن سمرة(27)، وأنس بن مالك(28)، ونبيط بن شريط(29) ، وأبو الفيل(30)، وأبو بردة(31)، وعبد الله بن مسعود(32)، وابن أبي ليلى(33)، وجندب بن جنادة أبو ذر الغفاري(34)، وحذيفة بن أسيد(35)، وفاطمة بنت حمزة(36)، وأسماء بنت عميس(37)، وأم المؤمنين أم سلمة رضوان الله تعالى عليها(38).
وصرح بتواتر هذا الحديث جماعة من علماء أهل السنة فقد أدرجه الكتاني في كتابه «نظم المتناثر من الحديث المتواتر» فقال: ( «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى » أورده فيها أيضاً من حديث أبي سعيد الخدري، وأسماء بنت عميس، وأم سلمة، وابن عباس، وحبشي بن جنادة، وابن عمر، وعلي، وجابر بن سمرة، والبراء ابن عازب، وزيد بن أرقم، عشرة أنفس .
قلت: ورد أيضاً من حديث مالك بن الحويرث، وسعد بن أبي وقاص، وعمر بن الخطاب، وقد تتبع ابن عساكر طرقه في جزء فبلغ عدد الصحابة نيفاً وعشرين، وفي شرح الرسالة للشيخ جسوس رحمه الله ما نصه: وحديث «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» متواتر جاء عن نيف وعشرين صحابياً واستوعبها ابن عساكر في نحو عشرين ورقة) (39).
وقال محمد مبين اللكهنوي بعد أن ذكر بعضاً من الأحاديث في فضائل الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام : (وأكثر الأحاديث المذكورة في هذا الباب من المتواترات كحديث «أنت مني بمنزلة هارون من موسى») (40) .
وممن صرّح بتواتر حديث المنزلة الحاكم النيسابوري صاحب المستدرك على الصحيحين، ذكر حكمه على الحديث بالتواتر الحافظ الكنجي الشافعي في كتابه «كفاية الطالب» حيث قال بعد روايته للحديث: ( قلت: هذا حديث متفق على صحته، رواه الأئمة الأعلام الحفاظ كأبي عبد الله البخاري في صحيحه ومسلم ابن الحجاج في صحيحه وأبو داود في سننه وأبي عيسى الترمذي في جامعه ، وأبي عبد الرحمن النسائي في سننه وابن ماجة في سننه ، واتفق الجميع على صحته وصار ذلك إجماعاً منهم .
قال الحاكم النيسابوري: هذا حديث دخل في حد التواتر) (41).
ونصّ على تواتره أيضاً العلامة السيوطي في كتابه «قطف الأزهار المتناثرة» والزبيدي في «لفظ اللآلىء المتناثرة».
ونص على تواتره الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في كتابه صحيح موارد الظمآن فقال : ( عن سعد بن أبي وقاص وأم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي : «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبي بعدي؟!» .
قلت : حديث سعد في الصحيح )
ثم قال الشيخ الألباني : (صحيح لغيره، بل هو متواتر «الإرواء» «8/127/2473 » ) (42) .
صدور حديث المنزلة من النبي في مناسبات مختلفة:
وتصريح النبي صلى الله عليه وآله بأن عليّاً عليه السلام منه بمنزلة هارون من موسى باستثناء النبوة صدر منه في مناسبات مختلفة منها ما أشارت إليه رواية الصدوق موضوع حديثنا، أي يوم ولادة الحسن ويوم ولادة الحسين عليهما السلام، ويوم خلفه على المدينة عندما أراد صلى الله عليه وآله أن يتوجه إلى تبوك، والروايات في خصوص هذا المورد متواترة، وفي كلام له صلى الله عليه وآله وجهه للسيدة أم المؤمنين أم سلمة رضوان الله تعالى عليها فعن ابن عبّاس أن النبي صلى الله عليه وآله قال لأم سلمة: (يا أم سلمة إن علياً لحمه من لحمي، ودمه من دمي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي ) (43)، ويوم كانت فاطمة بنت حمزة بمحضر النبي صلى الله عليه وآله ، فعن كريمة بنت عقبة قالت : سمعت فاطمة بنت حمزة تقول : ( كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول: علي مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي ) (44)، ويوم منازعة عقيل لعلي وجعفر في شيء ، فعن عقيل بن أبي طالب قال: (نازعت علياً وجعفر بن أبي طالب في شيء، فقلت والله ما أنتما بأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مني، إن قرابتنا لواحدة، وإن أبانا لواحد وإنا أمنا لواحدة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا أحب أسامة بن زيد قلت إني ليس عن أسامة أسألك إنما أسألك عن نفسي، فقال: يا عقيل والله إني لأحبك لخصلتين؛ لقرابتك ولحب أبي طالب إياك، وكان أحبهم إلى أبي طالب، وأما أنت يا جعفر فإن خلقك يشبه خلقي، وأنت يا علي فأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير إنه لا نبي بعدي) (45)، ويوم المؤاخاة ، فعن ابن عباس قال: (لما أخا النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه، بين المهاجرين والأنصار فلم يؤاخ بين علي بن أبي طالب وبين أحد مهم خرج علي رضي الله عنه مغضباً حتى أتى جدولاً من الأرض، فتسود ذراعه فسف عليه الريح، فطلبه النبي صلى الله عليه وسلم حتى وجده فوكزه برجله، فقال له: قم فما صلحت أن تكون إلاّ أبا تراب، أغضبت علي حين واخيت بين المهاجرين والأنصار ولم أواخ بينك وبين أحد منهم؟! أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ألاّ إنه ليس بعدي نبي، ألا من أحبك حف بالأمن والإيمان ومن أبغضك أماته الله ميتة الجاهلية وحوسب بعمله في الإسلام ) (46) وفي خطاب وجهه صلى الله عليه وآله إلى أسماء بنت عميس، فعن أسماء قالت : (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ انه ليس بعدي نبي ) (47).
وقد يقول قائل: أنها سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله يوم أن قاله لعلي في الجرف عند خروجه لتبوك، فنقول : لا يمكن أن تكون سمعته في ذلك المكان لأن غزوة تبوك كانت بعد فتح مكة، ولم يكن النبي ليأذن لامرأة أن تخرج مع العسكر للغزوات والمعارك بعد فتح مكة ، ففي سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني وصححه: (عن سعيد بن عمرو عن أم كبشة -امرأة من قضاعة- أنها استأذنت النبي أن تغزو معه، فقال:لا. فقالت: يا رسول الله ! إني أداوي الجريح ، وأقوم على المريض قالت: فقال رسول الله: اجلسي لا يتحدث الناس أن محمداً يغزو بامرأة) (48).
وعلق ابن حجر على هذه الرواية فقال: (ويمكن الجمع بين هذا وبين ما تقدم في ترجمة أم سنان الأسلمي، أن هذا ناسخ لذاك لأن ذلك كان بخيبر وقد وقع قبله بأحد كما في الصحيح من حديث البراء بن عازب وكان هذا بعد الفتح ) (49).
ويوم دخل النبي صلى الله عليه وآله المسجد وبعض المسلمين مضطجعون فمنعهم من النوم فيه، فعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: (جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن مضطجعون في المسجد، فضربنا بعسيب في يده، فقال: أترقدون في المسجد؟! إنه لا يرقد فيه، فاجفلنا وأجفل علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تعال يا علي، إنه يحل لك في المسجد ما يحل لي ألا ترضى أن تكون مني منزلة هارون من موسى إلاّ النبوة ... )(50) .
ويوم اختصم زيد بن حارثة وعلي وجعفر في ابنة حمزة، وأراد كل واحد منهما أن تكون له رعايتها والعناية بها، فقضى بينهم رسول الله صلى الله عليه وآله فأوكل ذلك إلى جعفر لكون خالتها عنده، ثم قال لهم : ( أما أنت يا زيد فمولاي وأنا مولاك، وأما أنت يا جعفر فأشبهت خلقي وخلقي، وأمّا أنت يا علي «فأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ النبوّة» ) (51) .
ويوم كان عمر وأبو بكر وأبو عبيدة وجماعة من الصحابة في مجلس بحضور رسول الله صلى الله عليه وآله فضرب رسول الله صلى الله عليه وآله بيده على منكب علي فقال له: «يا علي أنت أول المؤمنين إيماناً، وأول المسلمين إسلاماً، أنت مني بمنزلة هارون من موسى» (52).
دلالات حديث المنزلة:
أما الكلام عن حديث المنزلة من حهة دلالته فنقول :
إن كلمة «منزلة» اسم جنس وقد أضيفت إلى معرفة وهي كلمة «هارون»، واسم الجنس إذا أضيف إلى معرفة فإنه يقتضي ويفيد العموم فثبت من ذلك أنّ جميع المنازل التي أثبتها القرآن الكريم لهارون – أو صح ثبوتها له – من موسى عليه السلام ثابتة للإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من النبي محمد صلى الله عليه وآله ، إلاّ ما استثناه الدليل وهو النبوّة، كما يفيد ثبوت جميع المنازل - إلاّ ما استثني بالدليل - العموم المستفاد من الاستثناء، فبه يخرج من اللفظ ما لولاه لوجب دخوله فيه، وفي الحديث استثنى النبي صلى الله عليه وآله من المنازل فقط النبوّة فبقيت جميع المنازل ثابتة وداخلة تحت قوله صلى الله عليه وآله : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى».
وعليه فحديث المنزلة يدل على الآتي :
علي عليه السلام وزير محمد صلى الله عليه وآله :
لقد صرّح القرآن الكريم أن هارون عليه السلام كان وزيراً لموسى عليه السلام ، قال سبحانه وتعالى عن لسان موسى عليه السلام : { وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي } (53) ، وبموجب حديث المنزلة تكون هذه المنزلة ثابتة للإمام أمير المؤمنين عليه السلام من رسول الله صلى الله عليه وآله ، فعلي عليه السلام وزير للنبي محمد صلى الله عليه وآله ، يؤيد ذلك ويؤكده العديد من الروايات التي أخرجها علماء أهل السنة في مصنفاتهم الحديثية وغيرها ومن ذلك:
ما رواه النسائي في السنن الكبرى فقال: ( أخبرنا الفضل بن سهل، قال: حدثني عفان بن مسلم، قال: حدثنا أبو عوانة، عن عثمان بن المغيرة، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجد، أن رجلاً قال لعلي: يا أمير المؤمنين لم ورثت ابن عمك دون عمك؟ قال: جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بني عبد المطلب فصنع لهم مداً من طعام، قال فأكلوا حتى شبعوا وبقي الطعام كما هو كأنه لم يمس، ثم دعا بغمر فشربوا حتى رووا وبقي الشراب كأنه لم يمس أو لم يشرب، فقال: يا بني عبد المطلب إني بعثت إليكم بخاصة وإلى الناس بعامة، وقد رأيتم من هذه الآية ما قد رأيتم، فأيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووارثي فلم يقم إليه أحد فقمت إليه وكنت أصغر القوم، فقال اجلس ثم قال ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه، فيقول اجلس، حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي ثم قال: «أنت أخي وصاحبي ووارثي ووزيري» فبذلك ورثت ابن عمي دون عمي )(54) .
وما رواه الطبراني في المعجم الكبير فقال: ( حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن يزيد هو أبو هشام الرفاعي، حدثنا عبد الله بن محمد الطهوي، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: بينما أنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في ظل بالمدينة وهو يطلب علياً رضي الله عنه إذ انتهينا إلى حائط فنظرنا فيه فنظر إلى علي وهو نائم في الأرض وقد أغبر، فقال: لا ألوم الناس يكنونك أبا تراب، فلقد رأيت علياً تغير وجهه واشتد ذلك عليه! فقال: ألا أرضيك يا علي؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: «أنت أخي ووزيري تقضي ديني وتنجز موعدي وتبري ذمتي، فمن أحبك في حياة مني فقد قضى نحبه، ومن أحبك في حياة منك بعدي ختم الله له بالأمن والإيمان، ومن أحبك بعدي ولم يرك ختم الله له بالأمن والإيمان، وآمنه يوم الفزع الأكبر، ومن مات وهو يبغضك يا علي مات ميتة جاهلية يحاسبه الله بما عمل في الإسلام» )(55).
وما رواه ابن أبي الحديد المعتزلي في كتابه شرح نهج البلاغة قال:(قال شيخنا أبو جعفر الإسكافي: قد روى محمد بن عبيد الله ابن أبي رافع، عن أبيه، عن جدّه، عن أبي رافع قال: أتيت أبا ذر في الرّبذة أودّعه، فلما أردت الانصراف قال لي ولأناس معي: ستكون فتنة فاتقوا الله، وعليكم بالشيخ علي بن أبي طالب فاتّبعوه، فإنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له: «أنت أوّل من آمن بي، وأوّل من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصّديق الأكبر، وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكافرين، وأنت أخي ووزيري وخير من أترك بعدي، تقضي ديني وتنجز موعودي» ) (56).
وما أخرجه أخطب خوارزم موفق بن أحمد الحنفي في كتابه المناقب فقال: ( وأخبرني شهردار هذا إجازة، أخبرنا عبد وس بن عبد الله هذا كتابة، حدثنا منصور، حدثنا علي، حدثنا القاسم،حدثنا إبراهيم، حدثنا الحكم بن سليمان الجبلي أبو محمد، حدثنا علي بن هاشم، عن مطر بن ميمون أنّه سمع أنس بن مالك يقول: حدثني سلمان الفارسي أنّه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إنّ أخي ووزيري وخير من أخلفه بعدي علي بن أبي طالب عليه السلام » ) (57).
وما رواه ابن حنبل في فضائل الصحابة فقال: ( وفيما كتب إلينا عبد الله بن غنام أيضاً يذكر أن عباد بن يعقوب حدثهم، قال: حدثنا علي بن عابس، عن الحارث بن حصيرة، عن القاسم، قال: سمعت رجلاً من خثعم يقول: سمعت أسماء بنت عميس تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم أقول كما قال أخي موسى اللهم اجعل لي وزيراً من أهلي علي أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيراً ونذكرك كثيراً إنك كنت بنا بصيرا» )(58).
وما رواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل فقال: (حدثني أبو عبد الله الحسين بن محمد الحلبي، قال: حدثنا عبد الله بن إبراهيم ابن علي قال: حدثنا محمد بن عمرو بن حمدويه بن مهران التّمار، قال: حدثنا أحمد بن كثير الواسطي، قال: حدثنا نصر بن منصور، قال: حدثنا مهدي بن عمران، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد قال: أخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيد علي بن أبي طالب فقال : «أبشر وأبشر، إن موسى دعا ربّه أن يجعل له وزيراً من أهله هارون، وإنّي أدعو ربي أن يجعل لي وزيراً من أهلي علي أخي أشدد به ظهري وأشركه في أمري» ) (59).
وما أخرجه ابن المغازلي الشافعي في كتابه مناقب علي عليه السلام ضمن حديث طويل أن النبي صلى الله عليه وآله قال لفاطمة عليها السلام وقد دخلت عليه وهي تبكي بكاءً شديداً : ( ... ما يبكيك يا فاطمة؟ قالت: يا أبه عيّرتني نساء قريش وقلن زوّجك أبوك معدماً لا شيء له.
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : مهلاً وإيّاي أن أسمع هذا منك، فإنّي لم أزوّجك حتّى زوّجك الله من فوق عرشه، وشهد جبرئيل وميكائيل وإسرافيل، وإنّ الله تعالى اطلع إلى أهل الدنيا فاختار من الخلائق أباك فبعثه نبياً، ثم اطلع الثانية فاختار من الخلائق علياً فأوحى إليّ فزوّجتك إياه، واتّخذته وصياً ووزيراً ... الحديث ) (60).
علي عليه السلام أعلم أمة محمد صلى الله عليه وآله:
وكان هارون عليه السلام أعلم أمّة موسى عليه السلام فكذلك علي عليه السلام أعلم أمّة محمد صلى الله عليه وآله ، فهو شبيه هارون بموجب حديث المنزلة ، والأدلة من مصادر أهل السنة في أعلميته عليه السلام على جميع الأمّة عديدة منها :
ما أخرجه إمام الحنابلة أحمد بن حنبل في مسنده فقال: (حد ثنا أبو أحمد، حدثنا خالد يعني ابن طهمان، عن نافع بن أبي نافع، عن معقل بن يسار قال : وضأت النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، فقال: هل لك في فاطمة رضي الله عنها تعودها؟ فقلت: نعم، فقام متوكئاً عليّ فقال : أما أنه سيحمل ثقلها غيرك ويكون أجرها لك، قال فكأنه لم يكن عليَّ شيء حتى دخلنا على فاطمة عليها السلام فقال لها: كيف تجدينك؟ قالت: والله لقد اشتد حزني واشتدت فاقتي وطال سقمي، قال أبو عبد الرحمن وجدت في كتاب أبي بخط يده في هذا الحديث قال: أو ما ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلماً وأكثرهم علماً وأعظمهم حلماً )(61) .
وما أخرجه الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين فقال : (حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن عبد الرحيم الهروي بالرملة، حدثنا أبو الصلت عبد السلام بن صالح، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب ) (62).
وقال في نفس المصدر: (حدثنا بصحة ما ذكره الإمام أبو زكريا، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم القنطري حدثنا الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن يحيى بن الضريس، حدثنا محمد بن جعفر الفيدي، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب»)(63).
ثم قال الحاكم: ( قال الحسين بن فهم، حدثناه أبو الصلت الهروي عن أبي معاوية ) وقال: ( ليعلم المستفيد لهذا العلم أن الحسين بن فهم بن عبد الرحمن ثقة مأمون حافظ، ولهذا الحديث شاهد من حديث سفيان الثوري بإسناد صحيح ).
ثم ذكره فقال :
(حدثني أبو بكر محمد بن علي الفقيه الإمام الشاشي القفال ببخارى وأنا سألته، حدثني النعمان بن الهارون البلدي ببلد من أصل كتابه، حدثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد الحراني، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا سفيان الثوري، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب»)(64) .
وأخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ففيه: ( فأخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أبو بكر مكرم بن أحمد بن مكرم القاضي، حدثنا القاسم بن عبد الرحمن الأنباري، حدثنا أبو الصلت الهروي، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت بابه.
قال القاسم: سألت يحيى بن معين عن هذا الحديث فقال: «هو صحيح»)(65) .
وما رواه إمام الحنابلة أحمد بن حنبل في مسنده فقال: ( حدثنا وكيع، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن هبيرة خطبنا الحسن بن على رضي الله عنه فقال: «لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون بعلم ولا يدركه الآخرون، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثه بالراية جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله لا ينصرف حتى يفتح له» ) (66).
وعنه أيضاً قال: حدثنا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن حبشي، قال: خطبنا الحسن بن علي بعد قتل علي رضي الله عنهما فقال: «لقد فارقكم رجل بالأمس ما سبقه الأولون بعلم ولا أدركه الآخرون إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبعثه ويعطيه الراية فلا ينصرف حتى يفتح له، وما ترك من صفراء ولا بيضاء الاّ سبعمائة درهم من عطائه كان يرصدها لخادم لأهله» )(67) .
وما رواه ابن عبد البر في كتابه جامع بيان العلم وفضله فقال: (حدثني أحمد بن فتح، قال : حدثنا حمزة بن محمد، قال: حدثنا إسحاق ابن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن وهب بن عبد الله، عن أبي الطفيل قال : شهدت علياً رضي الله عنه وهو يخطب ويقول : سلوني فو الله لا تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلاّ حدثكم به، وسلوني عن كتاب الله، فو الله ما منه آية إلاّ وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار أم بسهل نزلت أم بجبل...)(68).
وروى ابن أبي شيبة وأبو بكر ابن أبي خيثمة بسند صحيح أن عبد الملك بن أبي سليمان سأل عطاء فقال له : (كان في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد أعلم من علي؟ قال: لا والله ما أعلمه) (69) .
علي عليه السلام شريك رسول الله صلى الله عليه وآله في الأداء إلى الأمة:
إن هارون عليه السلام كان شريكاً لموسى عليه السلام في أمره ، فكذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام شريكاً لرسول الله صلى الله عليه وآله في أمره لخصوص الإمامة لا النبوة لأنها ختمت بنبوة النبي محمد صلى الله عليه وآله وقد استثناها صلى الله عليه وآله من بين بقية المنازل .
يؤيده العديد من الروايات منها ما رواه ابن ماجة في سننه فقال: (حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وسويد بن سعيد، وإسماعيل بن موسى قالوا: حدثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: «علي مني وأنا منه، ولا يؤدي عني إلاّ علي» (70) .
وقال الترمذي : (حدثنا إسماعيل بن موسى، حدثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «علي مني وأنا من علي ولا يؤدي عني إلاّ أنا أو علي» (71) .
وما رواه الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحن فقال : (حدثنا عبدان بن يزيد بن يعقوب الدقاق من أصل كتابه،حدثنا إبراهيم بن الحسين بن ديزيل، حدثنا أبو نعيم ضرار بن صرد، حدثنا معتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي يذكر عن الحسن، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه من بعدي) (72) .
علي عليه السلام أفضل الأمة:
وكما أنّ هارون عليه السلام أفضل أمّة موسى عليه السلام فكذلك علي هو أفضل أمّة محمد عليه السلام ، بل إن الأدلة قائمة على أنّ عليّاً عليه السلام لا يدانيه أحدٌ في فضل ولا فضيلة ، فهو يأتي في مترتبة الأفضلية بعد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله ، والأدلة المؤيدة لذلك كثيرة منها حديث الطائر المشوي :
ففي تاريخ دمشق لابن عساكر يقول : ( أخبرنا أبو غالب بن البنّا، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا محمد بن مخلد بن حفص، نا حاتم بن الليث، نا عبيد الله بن موسى، عن عيسى بن عمر القارىء، عن السدّي، نا أنس بن مالك قال: أهدي إلى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أطيار، فقسمها وترك طيراً، فقال: اللّهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، فجاء عليّ بن أبي طالب، فدخل يأكل معه من ذلك الطير ) (73) .
ورجال سند هذه الرواية كلهم من الثقات عند علماء أهل السنة، أما أبو غالب ابن البناء فهو: «أحمد بن الحسن بن أحمد بن عبد الله البغدادي الحنبلي»، وصفه الذهبي بالشيخ الصالح الثقة مسند بغداد، وأنه من بقايا الثقات (74)، وقال عنه الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الغني البغدادي ابن نقطة الحنبلي: ( ثقة صحيح السماع حدّث عنه الحافظ أبو القاسم ابن عساكر وغيره ) (75) .
وأبو الحسن ابن الآبنوسي هو: «محمد بن أحمد بن محمد بن علي ابن الآبنوسي البغدادي»، وصفه الذهبي بالشيخ الثقة (76)، وقال الخطيب البغدادي: (... سمع أبا الحسن الدارقطني، وأبا حفص ابن شاهين، وسمع ابن حبابة، وأبا حفص الكتاني، والمخلص، وأبا الحسن بن النجار الكوفي، وأحمد بن عبيد الواسطي، كتبت عنه وكان سماعه صحيحاً ) (77) .
وأبو الحسن الدارقطني هو: «علي بن عمر بن أحمد بن مهدي البغدادي» من كبار حفاظ أهل السنة وثقاتهم، صاحب السنن المعروفة بسنن الدارقطني (78) .
ومحمد بن مخلد بن حفص، وصفه الذهبي بالإمام المفيد الثقة مسند بغداد (79)، وقال عنه ابن حجر: ( ثقة ثقة ثقة مشهور ) (80)، وقال الخطيب الغدادي: (...وكان من أهل الفهم موثوقاً به في العلم متسع الرواية مشهوراً بالديانة موصوفاً بالأمانة مذكوراً بالعبادة ) (81) .
وحاتم بن الليث وصفه الذهبي بالحافظ المكثر الثقة (82)، وقال ابن أبي يعلى عنه: (وكان ثقة ثبتاً متقناً) (83)، وقال الخطيب : ( وكان ثقة ثبتاً متقناً حافظاً )(84) ، وذكره ابن حبّان في الثقات (85) .
وعبيد الله بن موسى ممن أخرج له البخاري ومسلم في صحيحيهما، ووثقه الذهبي(86)وابن حجر(87)والعجلي (88)، وغيرهم وذكره ابن حبّان في الثقات(89).
وعيسى بن عمر القارئ هو الأسدي المعروف بالهمداني أبو عمر الكوفي الأعمى وثقه ابن معين والنسائي والخطيب البغدادي وابن خلفون والعجلي وذكره ابن حبّان في الثقات ، وقال أبو حاتم: (ليس بحديثه بأس)، وقال أبو بكر البزار: (لا بأس به )(90).
والسدي هو: إسماعيل بن عبد الرحمن، احتج به مسلم في صحيحه، ووثقه أحمد بن حنبل والعجلي، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال عنه النسائي: (صالح) وقال مرة: (ليس به بأس)، وقال ابن عدي: (هوعندي مستقيم الحديث صدوق لا بأس به)(91)، وقال الترمذي: (وثقه شعبة وسفيان الثوري وزائدة ووثقه يحيى بن سعيد القطان ) (92) .
فهذه الرواية صحيحة سنداً، والنبي صلى الله عليه وآله دعى ربّه أن يأتيه بأحب الخلق ليأكل معه من الطائر المشوي، فجاء علي عليه السلام ، وأحب الخلق إلى الله هو أفضلهم فيكون علي عليه السلام أفضلهم .
ومنها ما أخرجه الطبراني في معجمه الكبير فقال: ( حدثنا محمد ابن جابان الجنديسابوري، والحسن بن علي المعمري قالا: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال: لما زوج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة علياً قالت فاطمة يا رسول الله زوجتني من رجل فقير ليس له شيء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما ترضين يا فاطمة أن الله عز وجل اختار من أهل الأرض رجلين أحدهما أبوك والآخر زوجك ؟) (93) .
ورجال سند هذه الرواية ثقاة ، فالطبراني رواه عن محمد بن جابان والحسن بن علي المعمري والأخير ثقة (94)، وأما بقية رجال السند فهم ثقات من رجال الصحيح، وهذه الرواية تدل على أن علياً عليه السلام يأتي في مرتبة الأفضلية من بعد النبي صلى الله عليه وآله إذْ لو كان هناك أحد من بعد النبي محمد صلى الله عليه وآله أفضل من علي عليه السلام لكان أولى باختيار الله عزّ وجل له من بين أهل الأرض بعده صلى الله عليه وآله .
علي عليه السلام خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله :
إنّ هارون عليه السلام لو بقي بعد أخيه موسى عليه السلام لكان هو خليفته، وبما أن منزلة الإمام علي عليه السلام من رسول الله صلى الله عليه وآله منزلة هارون من موسى عليهما السلام فلا تذهب خلافة النبي محمد إلاّ إليه لأنّه بقي بعده، والأدلة المؤيدة لذلك عديدة، وبعضها نصوص صريحة في كون علي هو القائم مقام رسول الله على الأمة من بعده والمدير والمدبر لأمورها وشؤونها الدينية والدنيوية، منها حديث الولاية وهو قول النبي صلى الله عليه وآله عن علي عليه السلام : (وهو ولي كل مؤمن من بعدي)(95)، وحديث الغدير، وهو قوله صلى الله عليه وآله : ( من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعادي من عاداه )(96)، وهو حديث متواتر (97).
ومن دلالات حديث المنزلة أيضاً عصمة علي ووجوب طاعته:
ثم إنّ هارون عليه السلام لما أن كانت نبوّته ثابتة كان معصوماً، وبما أن علياً عليه السلام له منازل هارون وأنه شبيهه في كل شيء باستثناء النبوّة كان كذلك – أي معصوماً -، والأدلة قائمة أيضاً من غير حديث المنزلة على عصمته عليه السلام ، منها آية التطهير وهي قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}(98)، فالله عزّوجل يخبر في هذه الآية الكريمة عن طهارة المخاطبين بها من كل رجس تطهيراً، وقد خصص النبي صلى الله عليه وآله مفهوم أهل البيت فيها بمن جمعهم تحت الكساء وهم علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، ففي الرواية عن أم سلمة أنها قالت : (أن النبي صلى الله عليه وسلم جلل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساءً ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي أذهب عنهم الرجس ، وطهرهم تطهيرا فقالت أم سلمة : وأنا معهم يا رسول الله؟! قال: إنك إلى خير ) (99).
ومنها: حديث الثقلين وهو قوله صلى الله عليه وآله : (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما) (100).
وعلي عليه السلام داخل بالاتفاق تحت مفهوم العترة وأهل البيت في هذا الحديث، والنبي صلى الله عليه وآله أوجب فيه التمسك بهم مع القرآن الكريم ، ومن يحتمل معصيته وخطؤه واشتباهه يستحيل أن يأمر الله تعالى بالتمسك به مطلقاً بدون قيد، ولما أن أمر الله ورسوله بالتمسك بهم على هذا النحو المطلق علمنا أنهم معصومون .
كما أن النبي صلى الله عليه وآله صرّح فيه بعدم افتراقهم عن القرآن الكريم في قوله : «ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض» وهو دليل عصمتهم أيضاً لأن تجويز المعاصي والأخطاء وإلاشتباه عليهم يعني تجويز افتراقهم عن القرآن .
ومنها: ما أخرجه أبو يعلى بسنده عن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه قال : ( كنّا عند بيت النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من المهاجرين والأنصار فخرج علينا فقال: ألا أخبركم بخياركم ؟« قالوا: بلى، قال: خياركم الموفون، إن الله يحب الحفي التقي قال: ومرّ علي بن أبي طالب فقال: الحق مع ذا الحق مع ذا) (101) .
فالنبي صلى الله عليه وآله في قوله : (الحق مع ذا) يخبر على نحو الإطلاق أن علياً عليه السلام لا يفارق الحق ، فهو معه دائماً وأبداً ، إذ لو كان النبي صلى الله عليه وآله لا يرى عصمة علي ويحتمل إمكانية وقوعه في الخطأ لما صحّ أن يخبر عنه بذلك وبهذا الشكل المطلق ، فدل قوله هذا على عصمة علي عليه السلام .
ومنها: ما رواه الحاكم النيسابوري عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله قال : (علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يفترقا حتّى يردا علي الحوض ) (102).
والاستدلال بهذا الحديث على عصمة علي عليه السلام شبيه بالاستدلال بالحديث السابق، فلو كان النبي صلى الله عليه وآله لا يرى عصمة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ويحتمل وقوعه في الخطأ لما أخبر على وجه الإطلاق بأن علياً عليه السلام لا يفارق القرآن والقرآن لا يفارقه، فلما أن أخبر النبي صلى الله عليه وآله بهذه الكيفية المطلقة عن ذلك علمنا أن علياً معصوم .
كما أن هارون عليه السلام كان واجب الطاعة على أمّة موسى فكذلك علي عليه السلام تجب طاعته على أمة محمد صلى الله عليه وآله ، أمّا موسى فلكونه نبيّاً أمّا عليّاً فلكونه إماماً وخليفة لرسول الله صلى الله عليه وآله على أمته.
ومن الأدلة التي تثبت أن علياً عليه السلام مفترض الطاعة مما ورد في كتب أهل السنة مارواه الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين عن أبي ذر الغفاري أنه قال : (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع علياً فقد أطاعني ومن عصى علياً فقد عصاني») (103).
__________________________
(1)الإحنة: الحقد والضغن.
(2)التبر: فتات الذهب والفضة قبل أن يصاغا.
(3)الغرة : عبد أبيض، أو أمة بيضاء.
(4) الإناء الذي يلغ فيه الكلب .
(5) الأمالي صفحة 615-619 .
(6) رجال النجاشي صفحة 383 رقم الترجمة: 1042 .
(7) رجال النجاشي صفحة 354 رقم الترجمة: 948 .
(8) رجال النجاشي صفحة 253 ترجمة رقم: 664 .
(9) المستدرك على الصحيحين 2/367 رواية رقم: 3294، مسند البزار 3/59 رواية رقم: 817، تاريخ بغداد 4/70، تاريخ دمشق 42/167-168، حلية الأولياء 7/196، المعجم الأوسط للطبراني 4/296 رواية رقم: 4248.
(10) صحيح البخاري 3/1359 رواية رقم: 3503، صحيح مسلم 4/1781 رواية رقم: 4204، سنن ابن ماجة 1/56 رواية رقم: 115، مسند أحمد بن حنبل 2/238 رواية رقم: 1505، مصنف ابن أبي شيبة 6/366 رواية رقم: 32075، ومصادر رواية سعد بن أبي وقاص للحديث كثيرة جداً، وهو متواتر عنه.
(11) مسند أحمد 11/502 رواية رقم: 14573، السنة لابن أبي عاصم 2/602 رواية رقم: 1348، تاريخ دمشق 42/176، سنن الترمذي 5/640 رواية رقم: 3730، تاريخ بغداد 3/289.
(12)مسند أحمد 3/32 رواية رقم: 11290، مسند ابن الجعد 1/301 رواية رقم: 2040، السنة لابن أبي عاصم 2/609 رواية رقم: 11290، تاريخ بغداد 4/382، أنساب الأشراف 2/348، تاريخ دمشق 42/172، حلية الأولياء 8/307، المجالسة وجواهر العلم 7/307 رواية رقم: 3177.
(13) المستدرك على الصحيحين 3/43 رواية رقم: 4652، السنن الكبرى 5/112 رواية رقم: 8409، خصائص علي لنسائي صفحة 47 رواية رقم: 24، مسند أحمد 3/331 رواية رقم: 3062، فضائل الصحابة لابن حنبل 2/682 رواية رقم: 1168، المعجم الكبير للطبراني 12/97.
(14) المعجم الكبير 4/17، المعجم الأوسط 7/311 رواية رقم: 7592، المعجم الصغير 2/137 رواية رقم: 918، تاريخ دمشق 42/180، حلية الأولياء 4/345.
(15) المعجم الكبير 4/184.
(16) فضائل الصحابة 2/638 رواية رقم: 1085، تاريخ دمشق 42/53، السنة لابن أبي عاصم 2/609 رواية رقم: 1383، سير أعلام النبلاء 1/141.
(17) المعجم الكبير 19/291، تاريخ دمشق 42/180، التاريخ الكبير 7/301.
(18) المعجم الأوسط 2/126 رواية رقم: 1465.
(19) المعجم الكبير 5/203، سير أعلام النبلاء 2/619، أنساب الأشراف 2/349، تاريخ دمشق 42/178و 186 .
(20) مصنف ابن أبي شيبة 6/366 رواية رقم: 32077.
(21) فضائل الصحابة 2/663 رواية رقم: 113، تاريخ دمشق 42/53-54، حديث خيثمة صفحة 199.
(22) تاريخ بغداد 7/452، تاريخ دمشق 42/166-167، الكامل في ضعفاء الرجال 1/305.
(23) فضائل الصحابة لابن حنبل 2/675 رواية رقم: 1153، تاريخ دمشق 42/171.
(24) تاريخ دمشق 38/7 و 54/266 و 41/17-18.
(25) تاريخ دمشق 42/170.
(26) تاريخ دمشق 42/171، الكامل في ضعفاء الرجال 6/68،
(27) المعجم الكبير 2/247 رواية رقم: 2035، تاريخ دمشق 42/178، الكامل في ضعفاء الرجال 7/47.
(28) تاريخ دمشق 42/178- 179 .
(29) تاريخ دمشق 42/179.
(30) تاريخ دمشق 42/181.
(31)نقل روايته سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ذكر ذلك المرعشي في إحقاق الحق 5/192.
(32) مناقب الإمام علي لابن المغازلي صفحة 36 رواية رقم: 56.
(33) المناقب لأخطب خوارزم صفحة 23-24.
(34) ينابيع المودة 1/374.
(35) مناقب الإمام علي لابن المغازلي صفحة 253.
(36) تاريخ دمشق 42/186.
(37) السنن الكبرى 5/44 رواية رقم: 8143، مسند أحمد 18/558 رواية رقم: 27340، مسند إسحاق بن راهويه 5/36 رواية رقم: 2139، المعجم الكبير 24/146، جزء الألف دينار صفحة 188 رواية رقم: 120.
(38) مسند أبي يعلى 12/310 رواية رقم: 6883، المعجم الكبير 23/377، تاريخ دمشق 42/156 و 181، مسند الشاشي 1/161 رواية رقم: 99، صحيح ابن حبان 15/15 رواية رقم: 6643 .
(39) نظم المتناثر صفحة 195 .
(40) وسيلة النجاة في فضائل السادات صفحة 104.
(41) كفاية الطالب صفحة 250 .
(42) صحيح موارد الظمآن 2/351 رواية رقم: 1847 .
(43) تاريخ دمشق 42/42 ، 169 ، كنز العمال 11/279 رواية رقم : 32936 .
(44)تاريخ دمشق 42/186 .
(45)تاريخ دمشق 41/17 – 18.
(46) المعجم الكبير 11/75 رواية رقم : 11091 .
(47) مسند أحمد بن حنبل 18/558 رواية رقم : 27340 ، وقال محقق الكتاب الشيخ حمزة أحمد الزين : «إسناده صحيح».
(48) سلسلة الأحاديث الصحيحة 6/903 رواية رقم : 2887.
(49) الإصابة 8/283 ، ترجمة أم كبشة القضاعية .
(50)تاريخ دمشق 42/140 .
(51) تاريخ دمشق 42/170 .
(52) تاريخ دمشق 42/167، سمط النجوم العوالي 3/27، ذخائر العقبى صفحة 58.
(53) طه : 29-32 .
(54)السنن الكبرى 5/125 رواية رقم : 8451 .
(55) المعجم الكبير 12/420 رواية رقم : 13549 .
(56) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 13/228.
(57)المناقب صفحة112 رواية رقم : 121 .
(58)فضائل الصحابة 2/678 رواية رقم : 1158 .
(59) شواهد التنزيل 1/478 رواية رقم : 510 .
(60)مناقب الإمام علي لابن المغازلي صفحة 151 .
(61) مسند أحمد 15/174 رواية رقم : 20185 ، وقال أحمد حمزة الزين : «إسناده حسن»، وذكره عن أحمد والطبراني الهيثمي في مجمع الزوائد9/101وقال : «رواه أحمد والطبراني وفيه خالد بن طهمان وثقه أبو حاتم وبقية رجاله ثقات» ، ونقله عن مسند أحمد العلامة أحمد بن الصديق المغربي في كتابه فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي صفحة66 وقال: «رجاله ثقات» .
(62) المستدرك على الصحيحين 3/137 رواية رقم : 4637 ، قال الحاكم : «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأبو الصلت ثقة مأمون فإني سمعت أبا العباس محمد ابن يعقوب في التاريخ يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سألت يحيى بن معين عن أبي الصلت الهروي فقال: ثقة، فقلت أليس قد حدث عن أبي معاوية عن الأعمش أنا مدينة العلم؟ فقال: قد حدث به محمد بن جعفر الفيدي وهو ثقة مأمون، سمعت أبا نصر أحمد بن سهل الفقيه القباني إمام عصره ببخارى يقول: سمعت صالح ابن محمد بن حبيب الحافظ يقول: وسئل عن أبي الصلت الهروي فقال دخل يحيى بن معين ونحن معه على أبي الصلت فسلم عليه فلما خرج تبعته فقلت له ما تقول رحمك الله في أبي الصلت؟ فقال: هو صدوق، فقلت له: إنه يروي حديث الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأتها من بابها، فقال: قد روى هذا ذاك الفيدي عن أبي معاوية عن الأعمش كما رواه أبو الصلت» .
(63)المستدرك على الصحيحين 3/137 رواية رقم : 4638.
(64) المستدرك على الصحيحين 3/138 رواية رقم : 4639 .
(65)تاريخ بغداد 11/49 .
(66) مسند أحمد 2/344 رواية رقم : 1719، وقال الشيخ أحمد محمد شاكر : «إسناده صحيح» .
(67) مسند أحمد 2/344 رواية رقم : 1720، وقال أحمد محمد شاكر: «إسناده صحيح» .
(68) جامع بيان العلم وفضله 1/464 رواية رقم : 726، وقال محقق الكتاب الشيخ أبو الأشبال الزهيري : ( إسناده صحيح ورجاله ثقات) .
(69) مصنف ابن أبي شيبة 6/371 رواية رقم: 32109،أخبار المكيين 1/287 رواية رقم: 240 .
(70) صحيح سنن ابن ماجة للألباني 1/58، وقال الألباني : «حسن».
(71) سنن الترمذي 5/636 رواية رقم : 3719، وقال الترمذي : «هذا حديث حسن صحيح غريب» .
(72) المستدرك على الصحيحين 3/ 132 رواية رقم : 4620، وقال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .
(73) تاريخ دمشق 42/254 .
(74) سير أعلام النبلاء 19/603 .
(75) التقييد 1/135 .
(76) سير أعلام النبلاء 18/85 .
(77) تاريخ بغداد 1/356- 357 .
(78) انظر ترجمته في تذكرة الحفاظ 3/991 ، طبقات الشافعية 1/161 ، تكملة الإكمال 1/99 ، التقييد 1/410 ، تاريخ دمشق 43/93 .
(79) تذكرة الحفاظ 3/828 .
(80) لسان الميزان 5/374 .
(81) تاريخ بغداد 3/310 .
(82) سير أعلام النبلاء 12/519 .
(83) طبقات الحنابلة 1/148 .
(84) تاريخ بغداد 8/245 .
(85) الثقات 8/211 .
(86) الكاشف 8/211 .
(87) تقريب التهذيب 1/375 .
(88) معرفة الثقات 2/114 .
(89) الثقات 7/152 .
(90) انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 8/199 .
(91) انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 1/274 .
(92) سنن الترمذي 5/636 .
(93) المعجم الكبير 11/93 رواية رقم : 11153 .
(94) أنظر ترجمته في كتاب لسان الميزان لابن حجر 2/221 .
(95) صحيح ابن حبّان 15/373 رواية رقم :6929 وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: «إسناده صحيح» .
(96) صحيح ابن حبّان 15/375 رواية رقم : 6931، وقال عنه محقق الكتاب الشيخ شعيب الأرنؤوط : «حديث صحيح» .
(97) للإطلاع على بعض طرق حديث الغدير والمصادر المخرج فيها الحديث وأسماء بعض الصحابة من رواة هذا الحديث وأسماء جملة من العلماء من أهل السنة ممن قال بتواتره يراجع كتابنا «الرّد النفيس على أباطيل عثمان الخميس» .
(98) الأحزاب : 33 .
(99) سنن الترمذي 5/ 699 رواية رقم : 3871 ، وقال : «هذا حديث حسن صحيح ، وهو أحسن شيء روي في هذا الباب ، وفي الباب عن عمر بن أبي سلمة وأنس بن مالك وأبي الحميراء ، ومعقل بن يسار ، وعائشة»، وصححه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في صحيح سنن الترمذي 3/570 رواية رقم : 3781 .
وللإطلاع على المزيد حول آية التطهير وفي من نزلت ودلالتها على عصمة المخاطبين بها يراجع كتابنا ( آية التطهير في من نزلت؟) وكتابنا الآخر : ( الرد النفيس على أباطيل عثمان الخميس ) .
(100) صحيح سنن الترمذي للألباني 3/543 رواية رقم : 3788 .
(101) مسند أبي يعلى 2/318 برقم : 1052 ، ورواه عنه الهيثمي في مجمع الزوائد 7/235 وقال : (رواه أبو يعلى ورجاله ثقات ) ، المطالب العالية 16/147 رواية رقم : 3945 ، تاريخ دمشق 42/449 .
(102) المستدرك على الصحيحين 3/134 حديث رقم : 4628 ، وقال : (هذا حديث صحيح الإسناد ) ، المعجم الأوسط 5/135 رواية رقم : 488 ، المعجم الصغير 2/28 رواية رقم : 720 ، كنز العمال 11/277 رواية رقم : 32912 ، إجمال الإصابة صفحة 55 وحسّنه ، الصواعق المحرقة 2/361 ، تاريخ الخلفاء صفحة 173 .
(103)المستدرك على الصحيحين 3/131 رواية رقم : 4617 ، وقال الحاكم النيسابوري : «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ، وقال الذهبي في تلخيص المستدرك: «صحيح» .