القرآن وأهل البيت عليهم السلام
السيد محمد الشيرازي
قال النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) من أحب الله فليحبني ومن أحبني فليحب عترتي إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ومن أحب عترتي فليحب القرآن (1). وقال (صلى الله عليه وآله) …هم(2) مع القرآن والقرآن معهم لا يفارقونه حتى يردوا عليّ الحوض (3). وقال (صلى الله عليه وآله) علي مع القرآن والقرآن معه لا يفترقا حتى يردا عليّ الحوض (4).
وقال (صلى الله عليه وآله) فضل الله عزوجل القرآن والعلم بتأويله ورحمته وتوفيقه لموالاة محمد وآله الطاهرين ومعاداة أعدائهم (5).
وعن أم سلمة قالت سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مرضه الذي قبض فيه يقول وقد امتلأت الحجرة من أصحابه أيها الناس يوشك أن أقبض قبضا سريعا فينطلق بي وقد قدمت القول معذرة إليكم ألا إني مخلف فيكم الثقلين كتاب ربي عزوجل وعترتي أهل بيتي ثم أخذ بيد علي (عليه السلام) فرفعها فقال هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي خليفتان بصيران لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض (6). وقال الإمام علي (عليه السلام) إن الله تبارك وتعالى طهرنا وعصمنا وجعلنا شهداء على خلقه وحجته في أرضه وجعلنا مع القرآن وجعل القرآن معنا لا نفارقه ولا يفارقنا (7).
وقال (عليه السلام) نحن أهل البيت لا يقاس بنا أحد فينا نزل القرآن وفينا معدن الرسالة (8). وقال علي بن الحسين (عليه السلام) مثلنا في كتاب الله كمثل مشكاة فنحن المشكاة والمشكاة الكوة فيها مصباح والمصباح في زجاجة والزجاجة محمد (صلى الله عليه وآله) كأنه كوكب دري يوقد من شجرة مباركة قال علي (عليه السلام) زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور القرآن يهدي الله لنوره من يشاء يهدي لولايتنا من أحب(9). وعن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون (10) قال الذكر القرآن ونحن أهله (11).
وعنه (عليه السلام) نزل القرآن على أربعة أرباع ربع فينا وربع في عدونا وربع في فرائض وأحكام وربع سنن وأمثال ولنا كرائم القرآن (12).
وعنه (عليه السلام) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنا أول وافد على العزيز الجبار يوم القيامة وكتابه وأهل بيتي ثم أمتي ثم أسألهم ما فعلتم بكتاب الله و أهل بيتي (13). وعنه (عليه السلام) في قوله عزوجل سنفرغ لكم أيها الثقلان (14) قال الثقلان نحن والقرآن (15). وعنه (عليه السلام) إن الله جعل ولايتنا أهل البيت قطب القرآن (16).
وعنه (عليه السلام) يا مفضل لو تدبر القرآن شيعتنا لما شكوا في فضلنا (17). وعنه (عليه السلام) إن الله جعل ولايتنا أهل البيت قطب القرآن وقطب جميع الكتب عليها يستدير محكم القرآن وبها يوهب الكتب ويستبين الإيمان وقد أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يقتدى بالقرآن وآل محمد (صلى الله عليه وآله) حيث قال في آخر الخطبة خطبها إني تارك فيكم الثقلين الثقل الأكبر والثقل الأصغر فأما الأكبر فكتــــاب ربي وامـــا الأصغر فعترتي أهــــل بيتي فاحفظوني فيهما فلن تضلوا ما تمسكتم بهما (18).
حملة القرآن
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) أهل القرآن هم أهل الله وخاصته (19). وعنه (صلى الله عليه وآله) أشراف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل (20). وعنه (صلى الله عليه وآله) إن أهل القرآن في أعلى درجة الآدميين ما خلا النبيين والمرسلين فلا تستضعفوا أهل القرآن حقوقهم فإن لهم من الله العزيز الجبار لمكاناً عليا (21). وعنه (صلى الله عليه وآله) إن أحق الناس بالتخضع في السر والعلانية لحامل القرآن وإن أحق الناس في السر والعلانية بالصلاة والصوم لحامل القرآن ثم نادى بأعلى صوته يا حامل القرآن تواضع به يرفعك الله ولا تعزز به فيذلك الله يا حامل القرآن تزين به لله يزينك الله به ولا تزين به للناس فيشينك الله به من ختم القرآن فكأنما أدرجت النبوة بين جنبيه ولكنه لا يوحى إليه ومن جمع القرآن فنوله لا يجهل مع من يجهل عليه ولا يغضب فيمن يغضب عليه ولا يحد فيمن يحد ولكنه يعفو ويصفح ويغفر ويحلم لتعظيم القرآن ومن أوتي القرآن فظن أن أحداً من الناس أوتي أفضل مما أوتي فقد عظم ما حقر الله وحقر ما عظم الله (22). وعنه (صلى الله عليه وآله) إن أكرم العباد إلى الله بعد الأنبياء العلماء ثم حملة القرآن يخرجون من الدنيا كما يخرج الأنبياء ويحشرون من قبورهم مع الأنبياء ويمرون على الصراط مع الأنبياء ويأخذون ثواب الأنبياء فطوبى لطالب العلم وحامل القرآن مما لهم عند الله من الكرامة والشرف (23). وعنه (صلى الله عليه وآله) حملة القرآن المخصوصون برحمة الله الملبسون نور الله المعلمون كلام الله المقربون من الله (24).
وعنه (صلى الله عليه وآله) حملة القرآن هم المحفوفون برحمة الله الملبوسون نور الله المعلمون كلام الله من عاداهم فقد عادى الله ومن والاهم فقد والى الله (25).
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث شريف في أوصاف شيعته … وأما الليل فصافون أقدامهم تالون لأجزاء القرآن يرتلونه ترتيلاً يعظون أنفسهم بأمثاله و يستشفون لدائهم بدوائه (26). وعنه قال حملة القرآن في الدنيا عرفاء أهل الجنة يوم القيامة (27).
تعلم القرآن
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثلاثة لا يبالون بالحساب ولايخافون الصيحة والفــــزع الأكبر رجــــل تعلم القــــرآن وحفظه وعمل به فإنه يأتي اللهَ تعالى سيداً شريفاً ومؤذن أذن ســــبع سنين لم يطمــــع في أذانه أجراً وعبد أطاع الله وأطاع سيده(28). وقال (صلى الله عليه وآله) من قبّل ولده كتب الله له حسنة ومن فرّحه فرّحه الله يوم القيامة ومن علّمه القرآن دعي بالأبوين فكسيا حلتين يضيء من نورهما أهل الجنة (29). وقال (صلى الله عليه وآله) إن هذا القرآن مأدبة الله فتعملوا مأدبته ما استطعتم (30). وقال (صلى الله عليه وآله) ما من مؤمن ذكر أو أنثى حر أو مملوك إلاّ ولله عليه حق واجب أن يتعلم من القرآن ويتفقه فيه ثم قرء هذه الآية ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب (31) (32). وقال (صلى الله عليه وآله) خياركم من تعلم القرآن وعلّمه (33). وقال (صلى الله عليه وآله) معلّم القرآن ومتعلّمه ليستغفر له كل شيء حتى الحوت في البحر (34). وقال (صلى الله عليه وآله) تعلموا القرآن فإن مثل حامل القرآن كمثل رجل حمل جراباً مملوءً مسكاً إن فتحه فتح طيباً وإن أوعاه أوعاه طيباً (35).
وقال (صلى الله عليه وآله) من علّم ولده القرآن فكأنما حج البيت عشرة آلاف حجة واعتمر عشرة آلاف عمرة وأعتق عشرة آلاف رقبة من ولد إسماعيل وغزا عشرة آلاف غزوة وأطعم عشرة آلاف مسكين مسلم جائع وكأنما كسا عشرة آلاف عار مسلم ويكتب له بكل حرف عشر حسنات ويمحو عشرة سيئات ويكون معه في قبره حتى يبعث ويثقل ميزانه ويجاوز به على الصراط كالبرق الخاطف ولم يفارقه القرآن حتى ينزل به من الكرامة أفضل ما يتمنى (36).
وقال (صلى الله عليه وآله) ما من رجل علّم ولده القرآن إلا توج الله أبويه يوم القيامة تاج الملك وكسيا حلتين لم ير الناس مثلهما (37).
وعن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال خيركم من تعلم القرآن وعلّمه (38).
وفي نهج البلاغة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في خطبة له وتعلموا القرآن فانه احسن الحديث وتفقهوا فيه فانه ربيع القلوب واستشفوا بنوره فانه شفاء الصدور وأحسنوا تلاوته فإنه أنفع القصص فان العالم العامل بغير علمه كالجاهل الحائر الذي لا يستفيق من جهله بل الحجة عليه أعظم والحسرة له ألزم وهو عند الله ألوم (39).
وعنه (عليه السلام) قال إذا قال المعلم للصبي قل بسم الله الرحمن الرحيم فقال الصبي بسم الله الرحمن الرحيم كتب الله براءة للصبي وبراءة لأبويه وبراءة للمعلم (41).
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال ينبغي للمؤمن أن لا يموت حتى يتعلّم القرآن أو أن يكون في تعليمه (41).
ــــــــــــــــ
1 ـ مستدرك الوسائل ج3 ص355 باب1 ح3766.
2 ـ أي أهل البيت (عليهم السلام).
3 ـ بحار الأنوار ج22 ص150 باب37 ح142.
4 ـ بحار الأنوار ج 38 ص 38 باب 58 ح14.
5 ـ بحار الأنوار ج1 ص217 باب6 ح 35.
6 ـ بحار الأنوار ج89 ص80 باب8 ح5.
7 ـ الكافي ج1 ص191 ح5.
8 ـ بحار الأنوار ج26 ص269 باب6 ح 5.
9 ـ بحار الأنوار ج23 ص311 باب 18 ح16.
10 ـ سورة النحل 43.
11 ـ بحار الأنوار ج23 ص181 باب 9 ح36.
12 ـ بحار الأنوار ج89 ص114 باب12 ح1.
13 ـ وسائل الشيعة ج4 ص828 ب2 ح2.
14 ـ سورة الرحمن 31.
15 ـ بحار الأنوار ج24 ص324 باب67 ح37.
16 ـ بحار الأنوار ج89 ص27 باب1 ح29.
17 ـ بحار الأنوار ج53 ص26 باب28 ح1.
18 ـ بحار الأنوار ج89 ص27 باب1 ح29.
19 ـ غرر الحكم ودرر الكلم ص111 الفصل الرابع في القرآن وتفسير مجمع البيان ج1 ص15.
20 ـ الأمالي للشيخ الصدوق ص 234 المجلس الحادي والأربعون ومن لا يحضره. الفقيه ج4 ص399 ب2 ح 5855.
21 ـ الكافي ج2 ص603 ح1.
22 ـ الكافي ج2 ص604 ح5.
23 ـ مستدرك الوسائل ج4 ص244 باب4 ح4604.
24 ـ بحار الأنوار ج89 ص182 باب19 ح18.
25 ـ مستدرك الوسائل ج4 ص244 باب4 ح4606.
26 ـ مستدرك الوسائل ج4 ص240 باب3 ح4596.
27 ـ جامع الأخبار ص48 الفصل الثالث والعشرون وراجع مستدرك الوسائل ج11 ص7 ب1 ح12275 وفيه قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) حملة القرآن عرفاء أهل الجنة والمجاهدون في سبيل الله قوادها والرسل سادة أهل الجنة.
28 ـ مستدرك الوسائل ج4 ص21 باب2 ح4074.
29 ـ بحار الأنوار ج7 ص304 باب 15ح74 والكافي ج6 ص49 ح1.
30 ـ مستدرك الوسائل ج4 ص232 باب1 ح4569.
31 ـ سورة آل عمران 79.
32 ـ مستدرك الوسائل ج4 ص232 باب1 ح4571.
33 ـ مستدرك الوسائل ج4 ص233 باب1 ح4574 ووسائل الشيعة ج4 ص825 باب1 ح6.
34 ـ مستدرك الوسائل ج4 ص235 باب1 ح4580.
35 ـ مستدرك الوسائل ج4 ص246 باب5 ح4610.
36 ـ مستدرك الوسائل ج4 ص247 باب6 ح4614.
37 ـ وسائل الشيعة ج4 ص825 باب1 ح8.
38 ـ غوالي اللئالي ج1 ص99 الفصل السادس ومستدرك الوسائل ج4 ص335 ب1 ح4579.
39 ـ نهج البلاغة الخطبة 110 المقطع 6 وبحار الأنوار ج2 ص36 ب9 ح45.
40 ـ جامع الأخبار ص42 الفصل الثاني والعشرون ومستدرك الوسائل ج4 ص387 ب45 ح4988.
41 ـ عدة الداعي ص287 الباب السادس في تلاوة القرآن والكافي ج2 ص607 ح3