التدبر في القرآن الكريم
بقلم الشيخ عبد الجليل بن سعد
القرآن في جذره الثلاثي " قـَرْء" والقرء هو الجمع والضم وسمي قرآنا من بين جميع الكتب السماوية لكونه جامعا لثمرة كتب الله السالفة بل قيل لجمعه جميع العلوم والمعارف كما يقول الراغب الأصفهاني (1).
ونقل علماء اللغة تفسيرات أخرى لكلمة قرآن هي إلى التخمين أقرب .. ) (2) .
أسماؤه المباركة:
تتفرع أسماء القرآن وتتعدد، وإن تحت كل اسم من أسمائه مغزى ومغنى ومعنى فهي ألفاظ كاشفة عن طرقه وشؤونه وفنونه، وما أحرانا أن نتوقف عند بعضها لنستمتع بالعرض الخاص لكل اسم منها..
النور:
قال تعالى: {قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ}(3)، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا}، (4) والنور اسم للظاهر بنفسه المظهر لغيره كما الشمس التي تظهر نفسها وتظهر بإشراقها وضيائها الموجودات الواقعة في معرض شعاعها..
وإظهار القرآن لنفسه باعتبار أن من يريد التعريف به والدلالة عليه يلتجئ إلى آياته ولا يعرفه الانسان وفق فكره!
ولعل من وجوه التسمية أن القرآن محسوس المعاني والأحكام والدعوة، يراها كل ذي فطنة ظاهرة في أفق نفسه شامخة على الأوهام، كما هو القمر النير لا تخفيه الجبال ولا الوديان لارتفاعه و عدم منع المسافة الطويلة من امتداده والأخرى الواسعة من انبساطه، ولو كان المراد به المظهرية حصرا لعبر بالضياء لا بالنور للفرق بينهما قال عز من قائل: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا} (5) ، وأهم من كل هذا أن القمر يظهر الأشياء بلطف لا بوضوح فالقرآن الكريم يحتاج رغم إشعاعه إلى حدة في البصر وإعمال للنظر..
وعلى أي من المعنيين فالقرآن الكريم بنوريته يرفع كل إبهام ويزيل كل غبش مما يحصل نتيجة تصادم وتعارض المعلومات والمعارف وهذا ما استفاده علماؤنا من روايات العرض التي حدد فيها أهل البيت الرجوع إلى القرآن كلما اختلفت الرواية عنهم وأن يؤخذ خصوص ما وافق الكتاب ويرد ما خالفه.
وربما سمي النبي نورا من باب الجري بالمصداق.
المبين:
يقول عز وجل: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمبين} (6) ، والشأن أنه خال من الألغاز والتعقيدات اللغوية حاو ٍ لكل المعارف الإلهية جامع للتفاصيل وإن كان استخراجها محوجا إلى قيّم يبين آياته أحيانا، ولكن جاءت بعض الآيات لتستبدل عبارة الكتاب المبين بالإمام المبين طلبا للإشارة إلى أن للقرآن مرتبتين:
1 الوجود العيني وهو الخارجي ـ الكتبي والمددي واللفظي ـ المساوق للكتاب المبين.
2 الوجود النفسي الذي يحيط بالعالم وبكل الموجودات ويهيمن على الحياة وهو المساوق للإمام المبين.
وفي الرواية عن رسول الله :"" لما نزلت {وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ}، قام أبو بكر وعمر من مجلسهما فقالا أهو التوراة؟ قال:لا. قالا: أهو الإنجيل قال لا. قالا فهو القرآن؟ قال: لا فأقبل علي، وقال (صلى الله عليه واله)هو هذا إنه الإمام الذي أحصى الله فيه علم كل شيء"" (7).
الحكيم:
أي الذي استقرت فيه الحكمة، أو ربما قيل: أن الحكيم من الفعيل بمعنى المفعول والمراد به المحكم غير القابل للانثلام والفساد، والذي لا يدخله باطل ولا يلج فيه هزل (8) ، ومن معانيه أن كل آياته صواب ليس فيها تفاوت..
الذكر :
وهذه التسمية يستأنس منها معنى المصونية من الموت والاندثار والنسيان والبقاء خالدا..
الفرقان:
يفصل بين الحق والباطل، ويعزل بين الهدى والضلال.
الروح:
ويعلم هذا الاسم من قول الله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم} (9)؛ إذ أنه يحي القلوب بهداه وإشارة ذلك في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ} (10) ، وقيل في معنى الروح بوجوه أخرى، إلا أن أسماء القرآن المذكورة في سياق الآية ( الكتاب، النور) تؤيد كون المراد بالروح القرآن الكريم.
التدبر وآفاته:
كيف تتواصل حياتنا مع القرآن الكريم؟
كيف تزكو أعمالنا به؟
كيف نعصم عقولنا بمنطقه وحججه؟
أي كيف يكون فاعلا في حياتنا الاعتيادية والعبادية، الشخصية والاجتماعية فالقرآن أشبه ما يكون بمولد الطاقة الذي لا يغني وجوده إلى جنبنا دون أن نضع يدنا على المفتاح والمحرك.. ومفتاح القرآن هو التدبر في آياته وأغراضه، وأسباب نزوله وغير ذلك مما بني عليها السور والمقاطع الكريمة.
قال الجليل جلّ وعلا: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (11).
من آفات التدبر:
ولكن لا يعد التدبر طريقا سليما من الآفات التي تتلف على الدارسين للقرآن فرص التأمل والتدبر، وهي آفات روحية وفكرية من سقطات العقل البشري وسوء استفادتهم وفشل استغلالهم للأسباب التي تمكن من فهم القرآن الكريم .
أ - الفهم التبعيضي:
تنحرف الأمة عن طريق القرآن شر انحراف وتحرفه شر تحريف عندما تهتم ببعض منه وتهمل بعضا منه، وقد تلبس الناس بهذا بالرغم من شدة اللهجة و قوة التنديد قال تعالى:{أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} (12) ، ومن تأثير هذه النظرة آحادية الجانب في القرآن الكريم أن أصبح جسد الأمة الإسلامية موزع الأوصال أحزابا وشيعا..
فمن الفهم التبعيضي والتقطيعي للكتاب جاءت مشكلات المجبرة والمجسمة وغيرهم ممن اتخذ هذه الطريقة واختلت عندهم قراءة النص، ولهذا الخلل سماته ويمكن حصرها في:
1 التأويل.
2 التفسير بالرأي.
3 التجزئة.
4 الأخذ بالمتشابه.
5 أنسنة النص وهي مشكلة حديثة فيما يبدو.
ب - القراءة السطحية:
وهي تعني عدم تحقق القراءة كما لا يتحقق النظر إلى الحديقة بالنسبة لمن يمر بها في سيارة بسرعة 100 كيلو متر في الساعة إلا لحظات بالعيون فقط..وقد أنشأ الله سبحانه يقول:{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ } (13) ، ويمكننا أن نتابع خطوات التدبر والتلاوة المتبغاة في كشف من كشوفات الإمام الصادق:"" يرتلون آياته يتفهمون معانيه يعملون بأحكامه يرجون وعده يخشون عذابه يتمثلون قصصه يعتبرون أمثاله..وما هو بدرس أعشاره وأخماسه، حفظوا حروفه وأضاعوا حدوده، وإنما هو تدبر آياته "" (14).
القراءة منهج في التدبر!
ليس التدبر إلا عبارة عن القراءة بكامل الخصائص والمنبهات التي تحد البصر وتشد البصيرة في مربط الآيات ومعقل التنزيل وفي جملتها:
تبيين حروفه، وحسن التصويت به، وتكرار ما يقف عندها القلب، و استشعار الرجاء عند وعوده القاطعة، والخشية عند وعيده وتشديده...
وقد أمّـنَتْ سيرة الأئمة على هذه الخصائص والركائز وسنخرج على (القارئ الفاضل) ببعض اللقطات مكتفين بالقليل منها:
قراءة النبي:
إن سيرته تركة عظيمة بيد المسلمين، وإرثا موفورا لهم، وكنوزا لا تنفد أبدا، قال الله سبحانه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (15)، واللام في ( لكم ) هي لام التخصيص (16) كما في قوله تعالى: {وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا} (17).
وقد اشتملت هذه السيرة على خصائص وركائز بديعة في قراءته للقرآن الكريم تجعل المرء أكثر تحضرا لتدبر آياته المباركة، فعن أم سلمة قالت:"" كان النبي ص يقطّـع قرآءته آية آية "" (18) ، أي لا يقرن بين الآيات لأن ذلك يحرم البصر من المتعة ويمنع الفكر من الرتعة، و الآية من السبحة في أفق النفس..
ومما كُـرس له من دروس التفاعل مع القرآن الكريم ما روي عن ابن أم عبد (ابن مسعود) قال:"" أمرني أن أتلو عليه شيئا من القرآن فقرأت سورة يونس..ولما وصلت إلى قوله: {وَرُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ}رأيته وإذا الدمعة تدور في عينيه الكريمتين"" (19) .
واللافت في هذا الحديث هو قابلية الحواس للتقلب فقد تتمركز حدة الوعي في البصر وقد تتمركز في السمع وهكذا حسب اختلاف الأوضاع وتبدل الأحوال...
وإن هذا التقلب يأتي نتيجة للأوضاع والظروف التي تعترض حياة الإنسان، فقد يكل البصر حينا، فإذا قرأ نظر بشرود وبرود، وفي حين آخر يكل السمع فلا يجيب نداء من بجانبه ولو صاح باسمه، لهذا يجب الفحص عن جهة الإقبال التي تتبدل وتتحول من وقت لآخر فإن كانت السمع فالسمع، وإن كانت البصر فالبصر!!
وهذا التقلب يبطل قول الهندسيين، والبرمجين العصبيين في تصنيفهم الناس إلى بصري، وسمعي، وحسي، بشكل ثابت لا قابلية لها على التلون والانتقال من الحس إلى البصر أو منه إلى السمع وهكذا !!
فإن النبي صلى الله عليه واله بعد أن غان على صدره طلب إلى ابن مسعود أن يقرأ عليه ليكون هذا منهجا في القراءة ، وطريقة في التدبر (20) .
قراءة زين العابدين:
لقد تحددت في سيرته بعض علائم المنهج الصحيح لقراءة المتدبرين وجزى الله الرواة والمحدثين الذين تكفلوا عرضها على جميع الأجيال خير الجزاء وأحسن الجزاء لما فيها من العظة والعبرة، ومن تلك الروايات على سبيل الشاهد:
1 (( كان إذا قرأ " ملك يوم الدين" يكررها حتى كاد أن يموت)) (21) .
وما هذا إلا لاستقرار يوم الدين في داخله ولإيمانه بحقيقة الملك لله عز وجل، فأراد أن ينذر بالويل لمن يلوك مثل هذه الآية بين لحييه ولا يتدبرها !
2 ((كان علي بن الحسين أحسن الناس صوتا بالقرآن وكان السقاؤون يمرون فيقفون ببابه يسمعون قراءته)) (22).
فاستطاع أن يوقع الأفئدة في أسر القرآن الكريم، والخشوع أمام معانيه؛ وحالة الخشوع هي الوضعية الطبيعية لتلقي القرآن واستماعه بعد رفع الحجب الظلمانية قال تعالى: {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } (23).
لكل إنسان آية:
تنسجم بعض الآيات مع أحاسيس الإنسان فيقرأها أو يسمعها وكأنما نبعت من أعماق نفسه، أو تكويه في موضع عرقه المضطرب فيؤن لها أنين الشاكي والباكي..فكل من يقرأ القرآن يجد روحه متعلقة ببعض آياته تفتح مغاليق نفسه، وتفتت صخور غروره، وتفلق بحار أوهامه، فتجلو منه مرآة فطرته كيوم ولدته أمه، وقد تكون استفادته منها لغيره كما هو شأن النبي صلى الله عليه واله وهنا نستشهد ببعض السير من الأولين والآخرين:
* النبي وسورة هود يقول" شيبتني سورة هود" (24).
* علي ابن الحسين وملك يوم الدين:تقدم.
* الفضيل بن عياض:الذي أمضى سنين طويلة من عمره في القتل والنهب بقطع الطرق ثم عشق جارية فبينما كان يرتقي الجدران إليها سمع تاليا يتلو قوله سبحانه: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} (25).
فقال والدموع تنحدر من آماقه: آن، آن، آن والله..
ثم التحق بالصادق وصار من أصحابه وصار من كبار المحدثين وقد وثقه وعدله جميع الرجاليين.
* صعصعة بن ناجية جد الفرزدق الذي سمع: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} (26) فقال حسبي ما أبالي أن أسمع من القرآن غير هذا (27).
وقيل أن أعرابي سمعها فقال حسبي وخرج فقال النبي قد خرج فقيها.
إذن فآية واحدة عندما تستقر في أعماقك تؤثر في روحك، تمحو برامج سنين طويلة من القتل، والفحش، والإيذاء للآخرين، و مواجهتهم بالظلم والعسف.
وحينما لا يكون شيء كهذا من كسبك، فإنها ترتقي بك كما في المعصوم، ولا يقال كيف يرتقي المعصوم لأنه ما دام هناك خوف ورهبة، رجاء ودموع، وعبادة، فهناك ارتقاء..
* ملاح غربي: أسلم بسبب آية قرآنية تدبرها جيدا، وذلك عندما كان يقود سفينته في الجنوب الشرقي من قارة آسيا وإذا بعاصفة عظيمة تغير حالة الجو، فحار الملاح في أمر السفينة، وأخذ يصعد وينزل وإذا به يرى رجلا باكستانيا يقرأ، فقال له ما تقرأ قال له إنه كتاب الله إنه القرآن الكريم فقال ترجم لي الآية التي تقرأها فكانت الآية: {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ} (28).
فتحير الرجل عندما سمع أن ما جاء في القرآن الكريم وصف رائع لما فيه الآن من حالة عصبية، وصف لا يقوى عليه إلا من جاب البحار، وشاهد حالة العواصف الشديدة المظلمة وقال:
إن محمدا لم يخرج من الجزيرة العربية إلى مثل هذه البحار ولم يشاهد هذه الحالات الغريبة الاستثنائية فآمن من ساعته، وأصبح منورا بنور الإسلام الوهاج..
جمال الدين الأفعاني:
وممن استقر القرآن في داخلهم جمال الدين الأفغاني الذي خطب خطبة شهيرة في (مسألة الرجوع إلى القرآن) في مصر، ومن جملة ما قاله في ذلك الخطاب المجلجل والمزلزل:
أيها السادة إن القرآن هو المدينة الفاضلة الإنسانية والصراط المستقيم للبشرية، آه واأسفاه فسورة والعصر كانت لوحدها مع عدم احتوائها على أكثر من ثلاث آيات أساسَ نهضة جماعة أصحاب الصُـفـَة الذين جاءهم فيضها المقدس فحولوا محل أصنام مكة بستانا للتوحيد..
وكان يقول: وعلى العكس من ذلك حينما تقرأ مقطوعة شعرية في محفل فإن الآهات تتصاعد من أعماق القلوب والعيون والآذان والأفواه تفتح وتصغي وتفغر لسماعها ... فأخذ يتكـلم بالآيات والحكـم والآحاديث حول القــرآن حتى أغمــي علـــى ثلـــــث أعضاء الجمعية ونزل يردد: إي وحقك اللهم نسيناك فأنسيتنا حتى سقط مغمى عليه هو الآخر (29).
ج - إقصاء أهل البيت:
وهذا هو السبب الأعلى في قائمة الأسباب المانعة عن التدبر في القرآن الكريم ؛ لأنهما لن يفترقا حتى يردا على رسول الله الحوض ــ تابع الحديث المقبل في هذا الخصوص ــ ولأن المعية الحقة شأن من شؤون علي بالخصوص هذا ما جاء على لسان رسول الله قال:"" علي مع القرآن والقرآن مع علي "" (30) .
_______________________
[1] المفردات: .668
[2] كقول أبي عبيدة انه سمي بذلك لأنهجمع السور( قرنها) بعضها إلى بعض..
[3] سورة المائدة:15.
[4] سورةالنساء:174.
[5] سورة يونس:5.
[6] سورة يونس:1.
[7] تفسير نورالثقلين:4/ 379. ونحوه في ينابيع المودة:1/77.
[8] الميزان. ج10 . 7-8. ج1. 245.
[9] سورة الشورى:52.
[10] سورة الأنفال:24.
[11] سورةمحمد:24.
[12] سورة البقرة:85.
[13] سورة البقرة:121.
[14] مستدرك سفينة البحار:1/488.
[15] سورة الأحزاب:21.
[16] وسميت بدلالاختصاص والجمال بن هشام عبر عنها بشبه التمليك راجع إلى مغني اللبيب.
[17] سورة النحل:72.
[18] الوسائل:6/ 208.
[19] سننالنبي:342.
[20] لا يقال قام بذلك لأنه أمي لأنه كان يحفظ ويستطيع أن يقرأعن ظهر قلب، ولكنه لم يفعل..
[21] بحار الأنوار . 46. 107.
[22] م/ن: 70.
[23] سورة الحشر:21.
[24] عوالي اللئالىء:1/188.
[25] سورة الحديد: 16.
[26] الزلزلة:7.
[27] نور الثقلين:ج5. 650.
[28] سورة النور: 40.
[29] نور ملكوت القرآن. السيد محمد حسينالحسيني الطهراني.ج 3. 129. ولا شك أن لقوته الخطابية تأثير على القلوب فكثير مانقرأ الخطابات ولا نتأثر لها ولو سمعناها بالمباشرة لاعترانا ما يعتريالحاضرين.
[30] المستدرك على الصحيحين:3/124.