نبذة مختصرة عن حياة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله               ولادة الرسول الأكرم ومنطلقات الوحدة الإسلامية               النبوة لطف               التربية بالقدوة الحسنة               عملي وعملكم                كلّا إنّها كلمة هو قائلها                 الله والتغيير                التربية بالقدوة الحسنة                القرآن وتربية الإنسان                 الشّباب ووقت الفراغ               
  الرئيسية
  من نحن ؟
  من خدماتنا
  مواقع مهمة
  كشوف مالية بمساعداتنا
  المكتبة
  أنشطتنا
  المساهمات الخيرية
  الركن الاجتماعي
  أسئلة وأجوبة
  معرض الصور
  بحوث ومقالات
  اتصل بنا
 
عدد الزوار
183336
بحوث ومقالات > بحوث ومقالات أخلاقية
 
 
جهاد النفس
مكتب الشؤون الفقهية بأوقاف اللواتية - 2017/03/30 - [المشاهدات : 1553]
 

 جهاد النفس

الشيخ حسين عليّان

أطلق النبي "صلى الله عليه وآله" على مجاهدة النفس عنوان الجهاد الأكبر، فقال لسريّة من الفرسان بعد عودتهم من مهمتهم القتالية: "مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر"! فقيل يا رسول الله وما الجهاد الأكبر؟! قال: "جهاد النّفس". ثم قال: "أفضل الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه".

فنلاحظ أنّ المناسبة التي اختارها النبي "صلى الله عليه وآله" لإطلاق هذا العنوان على مجاهدة النّفس ليست مناسبة عاديّة فهو يتكلّم مع مجموعات من المقاتلين أثناء عودتهم من تأدية مهامهم القتالية.

ومن الواضح أنّ المقاتل على الجبهة قد يتعرّض للجوع والعطش والأسر والجرح وإلى أعلى مراتب التضحية كما لو استشهد. فالحديث إذاً مع إنسان كان في معرض مثل هذه الحالات المذكورة، فكيف يمكنه أن يتصوّر أن هناك جهاداً أرفع رتبة وأعلى مقاماً من هذا الجهاد.

وإذا بالنبي "صلى الله عليه وآله" يقول له: "الجهاد الأكبر هو جهاد النفس".

ولتكن الصورة أوضح لديك نعرض لك كلمة الإمام علي "عليه السلام" وهو يدعو إلى جعل النّفس أوّل ميادين الكفاح فيقول: "ميدانكم الأول أنفسكم فإن قدرتم عليها كنتم على غيرها أقدر وإن عجزتم عنها كنتم عن غيرها أعجز فجرّبوا معها الكفاح".

وهنا تتضح صورة "الجهاد الأكبر" فالانتصار على الذات يجعل الإنسان قادراً أن ينتصر في أي موقع آخر لأنّه تحرر من نوازع الشر، وإن عجز عن الانتصار على ذاته فهو أعجز من أن ينتصر في المواقع الأخرى لأنّ نوازع الشر في نفسه إن سيطرت عليه تسقطه في مستنقع الهزيمة. هذا في الدّنيا وأمّا في الآخرة فهو رهينة أعماله التي سيجدها حاضرة في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلاّ أحصاها.

فقال تعالى: (وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُوراً * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا) (الإسراء: 13 – 14).

إذاً الفائدة من مجاهدة النفس لها أثرٌ في الدنيا وأثر في الآخرة، فأمّا الأثر الدنيوي أن يجلب لنفسه ما ينفع ويدفع عنها ما يضرّه. وأمّا الأثر الأخروي فهو الخير المطلق حين يفوز برضا ربّه ويدخله الجنة خالداً فيها أبداً.

وعندما نتحدّث عن مجاهدة النّفس نرجع إلى القائد القدوة، إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليه السلام" الذي أعطانا أروع النّماذج في ترويض النّفس على الخير، فيقول سلام الله عليه: "إنّما هي نفسي أروضها بالتقوى لتأتي آمنة يوم الخوف الأكبر وتثبت على جوانب المزلق".

أمير المؤمنين "عليه السلام" وهو في أعلى مواقع السلطة حيث توجد كل المغريات من الجاه والمال والإمرة يقف قائلاً: "أأقنع من نفسي أن يقال أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الدهر أو أن أكون أسوة لهم في جشوبة العيش".

ويقول: "هيهات أن يغلبني هواي ويقودني جشعي إلى تخير الأطعمة ولعل في الحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص ولا عهد له بالشبع أو أبيت مبطاناً وحولي بطون غرثى وأكباد حرّى".

فهذه بعض كلماته سلام الله عليه في مقام التعليم والتأهيل لكل من أراد أن يروّض نفسه على تقوى الله.

 
 
أضف تعليقاً
الاسم
البريد الإلكتروني
التعليق
من
أرقام التأكيد Security Image
 
 
 
محرك البحث
 
القائمة البريدية
 
آخر المواقع المضافة
موقع مكتب آية الله العظمى السيد الشبيري الزنجاني دام ظله
موقع سماحة آية الله العظمى السيد محمود الهاشمي الشّاهرودي
موقع سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله
موقع سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي دام ظله
موقع سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم دام ظله
 
آخر الصور المضافة
 
آخر الصوتيات المضافة
الإمام المجتبى عليه السلام بين حكم التاريخ وحاكميته
ضوابط قرآنية في حل المشكلات
الإمام الصادق عليه السلام ومحاربة الإنحراف
من ثمار التقوى
وقفات مع علم النفس القرآني
 
آخر الكتب المضافة
العبادة والعبودية
آية التطهير فوق الشبهات
إرشاد الحائر إلى صحة حديث الطائر
حديث الغدير فوق الشبهات
رسالة مختصرة في الفطرة والمشكلة الإنسانية
 
آخر الأسئلة المضافة
س:

  هل یجوز للرجل الزاني الزواج بابنة المراة التي زنا بها؟

ج:

  یجوز والاحوط استحباباً تركه.