نبذة مختصرة عن حياة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله               ولادة الرسول الأكرم ومنطلقات الوحدة الإسلامية               النبوة لطف               التربية بالقدوة الحسنة               عملي وعملكم                كلّا إنّها كلمة هو قائلها                 الله والتغيير                التربية بالقدوة الحسنة                القرآن وتربية الإنسان                 الشّباب ووقت الفراغ               
  الرئيسية
  من نحن ؟
  من خدماتنا
  مواقع مهمة
  كشوف مالية بمساعداتنا
  المكتبة
  أنشطتنا
  المساهمات الخيرية
  الركن الاجتماعي
  أسئلة وأجوبة
  معرض الصور
  بحوث ومقالات
  اتصل بنا
 
عدد الزوار
183304
بحوث ومقالات > بحوث ومقالات أخلاقية
 
 
التوبة
مكتب الشؤون الفقهية بأوقاف اللواتية - 2016/07/23 - [المشاهدات : 1117]
 

التوبة
إنَّ أفضل طريق لتزكية النفس هو عدم التلوّث بالمعصية من أساس، يقول الإمام عليّ عليه السلام: "ترك الذنب أهون من طلب التوبة".
 لكن لو فرضنا أنَّ الإنسان ابتلي بالمعصية، فيجب ألّا ييأس من رحمة الله تعالى، لأنَّه قد فتح لعباده باب التوبة، فالتوبة: هي من المهذِّبات للنفس، وهي الوسيلة لغسل النفس من قذارات الذنوب، وهي عبارة عن وسيلة جعلها الله سبحانه برحمته لعباده الخطّائين سبيلاً للتخلّص من تبعات أعمالهم السيّئة يوم الحساب وهي عبر التصميم على اجتناب الذنوب والمعاصي، والندم عليها مع الحذر الشديد من الشيطان واغراءاته، الذي يدعونا باستمرار للإستهانة بالمحرَّمات والمعاصي والعودة إليها، وقد شجَّع الإسلام على التوبة، وحذَّر من اليأس من رَوْح الله سبحانه الذي هو من كبائر الذنوب التي توجب غضب الله تعالى وعقابه، بقوله تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾.
 
فلسفة التوبة
إنَّ الذي عصى في هذه الدنيا وتحدَّى إرادة الله سبحانه، يكون قد ابتعد عن مقام الإنسانيّة واقترب من مقام الحيوانيّّة، وعندئذٍ يحرم هذا الإنسان من بركات القرب من الله في الجنّة، ولا يبقى أمامه سوى التوبة والاستغفار، والذي أمر بالتوبة هو الذي يقبل التوبة، يقول تعالى: ﴿أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾.
 
ضرورة التوبة
إذا كنَّا ندرك تلك الآثار الخطيرة للذنوب في الدنيا والآخرة، كأن تنزل النقم وتحبس النعم وتمنع الرزق وتجرّنا إلى العذاب الأليم، فإنَّ العاقل المؤمن بالمعاد وبربِّ العباد، لا بدّ أن يبادر إلى إعلان توبته، وتطهير نفسه حتّى لا يكون محروماً في الدنيا وشقيّاً في الآخرة، وإنَّ التوبة من الذنوب تؤدّي إلى تطهير القلوب.
 عن أبي جعفر عليه السلام: "ما من عبدٍ إلّا وفي قلبه نكتة بيضاء، فإذا أذنب خرج في النكتة نكتة سوداء، فإن تاب ذهب ذلك السواد، وإن تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد حتّى يغطّي البياض، فإذا غطىّ البياض لم يرجع صاحبه إلى خير أبداً وهو قول الله: ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾.
 وعن الإمام الباقر عليه السلام: "التائب من الذنب كمن لا ذنب عليه".
 
حقيقة التوبة وشروطها
إنَّ الندم على الذنب هو توبة، لكن المقصود هو الندم الحقيقيّ، الذي يكون له آثاره ونتائجه على المستوى العمليّ، قد يتصوّر البعض أنَّ مجرَّد قوله "تبت إلى الله" أو "أستغفر الله" يكفي لتحقّق التوبة، وهو غير صحيح لأنَّ التوبة لها شروط لا تتحقَّق إلّا بها وهي:
 1- أن يشعر بالنفور من ذنبه وتغلِبه الحسرة عليه.
 2- أن يصمِّم على عدم العودة إلى الذنب مجدَّداً.
 3- أن يسعى لجبران ما أمكن جبرانه، كأن يؤدّي حقَّ أحد من الناس كان قد غصبه حقَّه، أو أن يطلب المسامحة ممّن استغابه، أو أن يُرضي من ظلمه، أو أن يقضي ما فاته من فرائض وواجبات، كالصلاة والصوم، وهكذا..
 قال الإمام عليّ عليه السلام بعد أن سمع رجلاً يقول استغفر الله: "ثكلتك أمُّك، أتدري ما الاستغفار؟ الاستغفار درجة العليين، وهو اسم واقع على ستة معان، أوّلها: الندم على ما مضى, والثاني: العزم على ترك العود إليه أبداً, والثالث: أن تؤدّي إلى المخلوقين حقّهم حتّى تلقى الله أملس ليس عليك تبعة, والرابع: أن تعمد إلى كلّ فريضة عليك ضيَّعتها فتؤدّي حقّها, والخامس: أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالأحزان، حتّى يلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد, والسادس: أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية، فعند ذلك تقول: استغفر الله".
 
الأمور التي يجب التوبة منها
يجب على الإنسان أن يتوب من كلّ ما يحول بينه وبين السير والسلوك إلى الله تعالى، يجعله متعلّقاً بالدنيا، ويمكن تقسيم الذنوب التي يجب أن نتوب منها إلى قسمين: أخلاقيَّة وعمليَّة:
 1- الذنوب الأخلاقيّة: والمراد بها الأخلاق السيّئة والصفات القبيحة، التي تلوّث النفس وتجعل الحجب بينها وبين الله تعالى، كالرياء، والنفاق، والغضب، والتكبّر، والعجب، والمكر، والخداع، والغيبة، والبهتان، والكذب، وخلف الوعد، وعقوق الوالدين، وقطع الرحم، وحب الدنيا، واليأس من روح الله، والأمن من مكره سبحانه، والحسد، وسوء الظنِّ، وغير ذلك من الصفات السيّئة.
 
2- الذنوب العمليَّة: وهي كلّ الذنوب التي ترتبط بالأعمال كالسرقة، وقتل النفس، والزنا، والتعامل بالربا، وغصب أموال الناس، والتبذير والإسراف، والفحش، والسباب، وتتبّع عيوب الناس، واحتقار المؤمن وإذلاله، والغشّ في المعاملة، والفرار من الجهاد، وخيانة الأمانة، وشرب الخمر، وترك الصلاة والصيام والحجّ والخمس، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأكل الطعام النجس وغير ذلك من المحرّمات.
 
ثمار التوبة
للتوبة ثمار جليلة في الدنيا وفي الآخرة أهمّها:
 1- تكفير السيّئات ودخول الجنّة: إنَّ التوبة تؤدّي إلى إزالة سيّئات الإنسان من صحيفة أعماله، يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾.
 2- محبّة الله: إنَّ التائب الحقيقيّ سوف يحصل على محبّة الله تعالى وينال رضاه، يقول تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾. 
3- الستر: إنَّ توبة العبد تؤدّي إلى الستر عليه، فيأتي يوم القيامة لا يُدرى بذنبه، يقول الإمام الصادق عليه السلام: "إذا تاب العبد توبةً نصوحاً أحبَّه الله فسترَ عليه، فقلت: وكيف يستر عليه؟ قال: ينسي ملكيه ما كانا يكتبان عليه، ويوحي الله إلى جوارحه وإلى بقاع الأرض أن اكتمي عليه ذنوبه، فيلقى الله عزَّ وجلَّ حين يلقاه وليس شيء يشهد عليه بشيء من الذنوب".(*)
------------------------
(*)المصدر كتاب "دروس في تزكية النفس" من إعداد مركز نُون للتأليف والترجمة.
 
 
 
أضف تعليقاً
الاسم
البريد الإلكتروني
التعليق
من
أرقام التأكيد Security Image
 
 
 
محرك البحث
 
القائمة البريدية
 
آخر المواقع المضافة
موقع مكتب آية الله العظمى السيد الشبيري الزنجاني دام ظله
موقع سماحة آية الله العظمى السيد محمود الهاشمي الشّاهرودي
موقع سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله
موقع سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي دام ظله
موقع سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم دام ظله
 
آخر الصور المضافة
 
آخر الصوتيات المضافة
الإمام المجتبى عليه السلام بين حكم التاريخ وحاكميته
ضوابط قرآنية في حل المشكلات
الإمام الصادق عليه السلام ومحاربة الإنحراف
من ثمار التقوى
وقفات مع علم النفس القرآني
 
آخر الكتب المضافة
العبادة والعبودية
آية التطهير فوق الشبهات
إرشاد الحائر إلى صحة حديث الطائر
حديث الغدير فوق الشبهات
رسالة مختصرة في الفطرة والمشكلة الإنسانية
 
آخر الأسئلة المضافة
س:

  هل یجوز للرجل الزاني الزواج بابنة المراة التي زنا بها؟

ج:

  یجوز والاحوط استحباباً تركه.