نبذة مختصرة عن حياة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله               ولادة الرسول الأكرم ومنطلقات الوحدة الإسلامية               النبوة لطف               التربية بالقدوة الحسنة               عملي وعملكم                كلّا إنّها كلمة هو قائلها                 الله والتغيير                التربية بالقدوة الحسنة                القرآن وتربية الإنسان                 الشّباب ووقت الفراغ               
  الرئيسية
  من نحن ؟
  من خدماتنا
  مواقع مهمة
  كشوف مالية بمساعداتنا
  المكتبة
  أنشطتنا
  المساهمات الخيرية
  الركن الاجتماعي
  أسئلة وأجوبة
  معرض الصور
  بحوث ومقالات
  اتصل بنا
 
عدد الزوار
184545
بحوث ومقالات > بحوث ومقالات فقهية
 
 
الخمس فريضة إلهية
مكتب الشؤون الفقهية بأوقاف اللواتية - 2015/02/08 - [المشاهدات : 1404]
 

الخمس فريضة إلهية

الشيخ محسن عطوي

الخمس اسم مأخوذ من النسبة العددية (1/5) أو (20%). وهو في الفقه الإسلامي اسم لفريضة مالية تهدف إلى تعزيز موارد التكافل الاجتماعي لسد حاجات الدولة والأفراد ضمن أحكام خاصة به.

تشريع الخمس:

وقد ذكر الخمس في آيات عدة، منها ما نص عليه صراحة، وهو قوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} {إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[الأنفال:41] ومنها ما يشير إليه ضمناً، وهو قوله تعالى: {والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم}[المعارج 24-25]، الشامل للخمس والزكاة والكفارات والصدقات، لأنها جميعاً موجبات لحقوق معلومة على الأغنياء والقادرين للسائل والمحروم؛ بل أن معظم الآيات التي تأمر بإيتاء الزكاة، إن لم يكن كلها، ليست خاصة بالزكاة بمعناها الفقهي المصطلح، بل هي شاملة لكل فريضة مالية، بما فيها الخمس والكفارات والصدقات، من حيث إنها جميعاً مما يزكو المال بدفعها، فينمو بما يدبّ فيه من البركة.

وتشريع الخمس ووجوبه من الأمور التي أجمع عليها المسلمون بمختلف مذاهبهم، لاسيما وأن آية الخمس هي من الآيات المحكمة الواضحة، رغم اختلاف المفسرين في مدى سعة لفظ (غنمتم) من حيث شموله لكل مغنم ومكسب، أو اختصاصه بغنائم الحرب، وقد نص القرطبي وغيره في التفسير أن لفظ (غنم) يراد بها مطلق ما يكتسب، لكنه احتج بالإجماع على اختصاصها بغنائم الحرب؛ كذلك فإن اقتران تشريع الخمس بالحديث عن الحرب، كما هو نص الآية الكريمة، لا يحصر وجوب الخمس بغنائم الحرب، وذلك لما هو متفق عليه من أن (المورد لا يخصص الوارد)، وكيف يدعى الإجماع على اختصاصها بغنائم الحرب وفي أحاديث النبي ما يدل صريحاً على وجوبها في غيرها، كالأحاديث التي تنص على وجوبها في الكنز، بل إن البخاري قد روى في (باب أداء الخمس من الإيمان)، عن شعبة عن أبي جمرة عن ابن عباس عن النبي لمّا آتاه وفد عبد القيس، فكان فيما قاله لهم: "أتدرون ما الإيمان بالله وحده، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال : شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وأن تعطوا من المغنم الخمس..." وهذا حديث صحيح عند علماء المذاهب، وقد ذكره الترمذي في صحيحه أيضاً، وهو واضح في دلالته على وجوب الخمس في المغنم الذي يراد به في اللغة كل مكسب، فإننا حتى لو سلّمنا أن لفظ (الغنيمة) تنصرف إلى غنيمة الحرب، فإنه لا خلاف في أن لفظ (غنم) الوارد في الآية الكريمة، ولفظ (المغنم) الوارد في الحديث يراد به ما يعم كل مكسب وربح.

وجوب الخمس:

هذا، وقد أجمع علماء الشيعة على وجوب الخمس في كل مغنم بما في ذلك فاضل المؤنة على رأس كل سنة، وعلى ذلك أحاديث عن أهل البيت(ع) صحيحة ومعتبرة، منها:

ما روي عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله(ع) أنه قال: "على كل امرئ غنم أو أكتسب الخمس فيما أصاب، لفاطمة(ع) ولمن يلي أمرها من بعدها ومن ورثتها الحجج على الناس، فذلك لهم خاصة يضعونه حيث شاؤوا، وحرم عليهم الصدقة، حتى الخياط ليخيط قميصاً بخمسة دوانيق فلنا منه دانق، إلا من أحللناه من شيعتنا ليطيب لهم به الولادة، أنه ليس شيء عند الله تعالى أعظم من الزنى، أنه يقوم صاحب الخمس فيقول: يا رب سل هؤلاء بما أبيحوا".

ومنها ما روي عن سماعة (ره) قال: سألت أبا الحسن(ع) عن الخمس، فقال: "في كل ما أفاد الناس من قليل أو كثير"، وفي الحديث عن الإمام الكاظم(ع) حين قرأ عليه الراوي آية الخمس فقال: "ما كان لله فهو لرسوله، وما كان لرسوله فهو لنا، ثم قال: والله لقد يسّر الله على المؤمنين أرزاقهم بخمسة دراهم، جعلوا لربهم واحداً وأكلوا أربعة أحلاء، ثم قال: هذا من حديثنا صعب مستصعب، لا يعمل به ولا يصبر عليه إلا ممتحن قلبه للإيمان"، ولعله من أجل هذه الصعوبة كان بعض الشيعة يحاول التملص من دفع الخمس، فقد روى محمد بن يزيد: "أن قوماً قدموا من خراسان على الإمام الرضا(ع) فسألوه أن يجعلهم في حل من الخمس، فقال: ما أمحل هذا، تمحضوننا المودة بألسنتكم وتزوون عنا حقاً جعله الله لنا وجعلنا له، وهو الخمس، لا نجعل أحداً منكم أبداً في حل".

ولذا فإنه لا ينبغي لأحد من المؤمنين التشكيك في أصل وجوب الخمس بعدما ظهر لنا أنه من الواضحات منذ زمن النبي، رغم عدم ذكره كثيراً في عصر الأئمة المعصومين الأوائل، فإن بعض أسباب ذلك هو خصوصية أن لقرابة النبي النصيب الوافر منه، وأبرز قرابته شأناً هم بنو فاطمة وأهل بيت الطهارة والعصمة، وحيث قد حاربهم الظالمون كي لا ينافسوهم على السلطان، فإن أولئك الظالمين قد حرصوا على طمس هذه الفريضة وتغييبها، كي لا يستقوي بها أصحابها من أهل بيت النبي(ص) فيتمكنوا ويعظم شأنهم فيهددوا عروش أولئك الطغاة، وقد مضت السنون على ذلك إلى أوائل دولة بني العباس، حين تعاظم شأن التشيع وكثر أنصاره في الأمصار، وصار الأئمة المعصومون المتأخرون يتعاطون مع هذا الوجود الممتد بالطرق التي تحفظه وتؤسس لإقامة كيانه على لون من التمايز عن النسيج الاجتماعي العام الذي كان بمعظمه غير متعاطف مع شيعة أهل البيت(ع)، فكان من تلك الإجراءات تشديدهم على طلب الخمس من أتباعهم، ليكون هذا الخمسُ الثروة التي يتداولونها لتحقيق حاجاتهم ومساعدة ضعفائهم، حين كانوا لا يستفيدون من الزكاة التي يجبيها الخلفاء ويصرفون معظمها على شهواتهم وصراعاتهم ومرتزقتهم، دون أن ينال المستضعفين منها شيءٌ، وبخاصة ضعفاء الشيعة.وقد كان للأئمة أن حققوا هذا الإنجاز المبدع واعتنوا بهذه الفريضة الإلهية التي حمل عبئها الفقهاء العدول من بعدهم، وما يزالون يحملونها، فأعظم بها من أمانة وأكرم بها من ثروة هي ميراثُ عزٍّ لجماعة المؤمنين على مدى الأيام.

 
 
أضف تعليقاً
الاسم
البريد الإلكتروني
التعليق
من
أرقام التأكيد Security Image
 
 
 
محرك البحث
 
القائمة البريدية
 
آخر المواقع المضافة
موقع مكتب آية الله العظمى السيد الشبيري الزنجاني دام ظله
موقع سماحة آية الله العظمى السيد محمود الهاشمي الشّاهرودي
موقع سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله
موقع سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي دام ظله
موقع سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم دام ظله
 
آخر الصور المضافة
 
آخر الصوتيات المضافة
الإمام المجتبى عليه السلام بين حكم التاريخ وحاكميته
ضوابط قرآنية في حل المشكلات
الإمام الصادق عليه السلام ومحاربة الإنحراف
من ثمار التقوى
وقفات مع علم النفس القرآني
 
آخر الكتب المضافة
العبادة والعبودية
آية التطهير فوق الشبهات
إرشاد الحائر إلى صحة حديث الطائر
حديث الغدير فوق الشبهات
رسالة مختصرة في الفطرة والمشكلة الإنسانية
 
آخر الأسئلة المضافة
س:

  هل یجوز للرجل الزاني الزواج بابنة المراة التي زنا بها؟

ج:

  یجوز والاحوط استحباباً تركه.