نبذة مختصرة عن حياة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله               ولادة الرسول الأكرم ومنطلقات الوحدة الإسلامية               النبوة لطف               التربية بالقدوة الحسنة               عملي وعملكم                كلّا إنّها كلمة هو قائلها                 الله والتغيير                التربية بالقدوة الحسنة                القرآن وتربية الإنسان                 الشّباب ووقت الفراغ               
  الرئيسية
  من نحن ؟
  من خدماتنا
  مواقع مهمة
  كشوف مالية بمساعداتنا
  المكتبة
  أنشطتنا
  المساهمات الخيرية
  الركن الاجتماعي
  أسئلة وأجوبة
  معرض الصور
  بحوث ومقالات
  اتصل بنا
 
عدد الزوار
183478
بحوث ومقالات > بحوث ومقالات تاريخية
 
 
أسباب الثورة الحسينية
مكتب الشؤون الفقهية بأوقاف اللواتية - 2013/07/06 - [المشاهدات : 1507]
 

أسباب الثورة الحسينية

إنّ الإمام الحسين (عليه السلام) وبالرغم من معارضته الشديدة لحكم معاوية بن أبي سفيان رفض التحرّك لخلع معاوية; التزاماً منه بالعهد الذي وقّعه أخوه الإمام الحسن(عليه السلام) مع معاوية.

 وقد سجّل المؤرّخون هذا الموقف المبدئي للإمام الحسين(عليه السلام) فقالوا:
لمّا أستشهد الحسن(عليه السلام) تحرّكت الشيعة بالعراق، وكتبوا الى الحسين(عليه السلام) في خلع معاوية والبيعة له فامتنع عليهم، وذكر أنّ بينه وبين معاوية عهداً وعقداً لا يجوز له نقضه حتى تمضي المدّة، فإذا مات معاوية نظر في ذلك[1].

من هنا كان معلوماً لشيعته وللجهاز الحاكم أيضاً أنّ موت معاوية يعني بالنسبة للإمام الحسين(عليه السلام)أنه في حلّ من أيّ التزام، ومن ثم فإنّه سيطلق ثورته على نظام الحكم الغاشم الذي استلمه يزيد الفاسق، لذلك كان الإمام الحسين(عليه السلام) يمثّل الهاجس الأكبر للطغمة الحاكمة.

رسالة يزيد الى حاكم المدينة :

قال المؤرّخون : إنّ يزيد كتب فور موت أبيه الى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ـ وكان والياً على المدينة من قِبَل معاوية ـ أن يأخذ على الحسين(عليه السلام) بالبيعة له ولا يرخّص له في التأخّر عن ذلك[2]. وذكرت مصادر تأريخية اُخرى أنّه جاء في الرسالة: إذا أتاك كتابي هذا فأحضر الحسين بن عليّ وعبدالله بن الزبير فخذهما بالبيعة، فإن امتنعا فاضرب أعناقهما وابعث إليّ برأسيهما وخذ الناس بالبيعة، فمن امتنع فأنفذ فيه الحكم[3].
الوليد يستشير مروان بن الحكم :

حار الوليد في أمره، إذ يعرف أنّ الإمام الحسين(عليه السلام) لا يبايع ليزيد مهما كانت النتائج، فرأى أنّه في حاجة الى مشورة مروان بن الحكم عميد الاُسرة الاُموية فبعث إليه، فأشار مروان على الوليد قائلاً له: إبعث اليهم[4] في هذه الساعة فتدعوهم الى البيعة والدخول في طاعة يزيد، فإن فعلوا قبلت ذلك منهم، وإن أبوا قدّمهم واضرب أعناقهم قبل أن يدروا بموت معاوية; فإنّهم إن علموا ذلك وثب كلّ رجل منهم فأظهر الخلاف ودعا الى نفسه، فعند ذلك أخاف أن يأتيك من قبلهم ما لا قبل لك به، إلاّ عبدالله بن عمر فإنّه لا ينازعُ في هذا الأمر أحداً، مع أنّني أعلم أنّ الحسين بن علي لايجيبك الى بيعة يزيد، ولا يرى له عليه طاعةً. ووالله لو كنت في موضعك لم اُراجع الحسين بكلمة واحدة حتى أضرب رقبته كائناً في ذلك ما كان[5].

وعظم ذلك على الوليد وهو أكثر بني اُميّة حنكةً، فقال لمروان: ياليت الوليد لم يولد ولم يك شيئاً مذكوراً[6].

فسخر منه مروان وراح يندّد به قائلاً: لا تجزع ممّا قلتُ لك; فإنّ آل أبي تراب هم الأعداء من قديم الدهر[7]، ونهره الوليد فقال له: ويحك يا مروان إعزب عن كلامك هذا، وأحسن القول في ابن فاطمة فإنّه بقية النبوة[8].

واتّفق رأيهما على استدعاء الإمام(عليه السلام) وعرض الأمر عليه لمعرفة موقفه من السلطة.
الإمام (عليه السلام) في مجلس الوليد :

أرسل الوليد إلى الحسين(عليه السلام)يدعوه إليه ليلاً، فجاءه الرسول وهو في المسجد، ولم يكن قد شاع موت معاوية بين الناس، وجال في خاطر الحسين(عليه السلام) أنّ الوليد قد استدعاه ليخبره بذلك ويأخذ منه البيعة إلى الحاكم الجديد بناءً على الأوامر التي جاءته من الشام، فاستدعى الحسين مواليه وإخوته وبني عمومته وأخبرهم بأنّ الوالي قد استدعاه اليه وأضاف: إنّي لا آمن أن يكلّفني بأمر لا اُجيبه عليه[9].

وقال الإمام(عليه السلام) لمواليه بعد أن أمرهم بحمل السلاح: «كونوا معي فإذا دخلت اليه فاجلسوا على الباب فإن سمعتم صوتي قد علا فادخلوا عليه»[10].

ودخل الإمام(عليه السلام) على الوليد فرأى مروان عنده وكانت بينهما قطيعة، فقال(عليه السلام): «الصلةُ خير من القطيعة، والصلح خير من الفساد، وقد آن لكما أن تجتمعا، أصلح الله ذات بينكما»[11] ثم نعى اليه الوليد معاوية، فاسترجع الإمام الحسين(عليه السلام) ثم قرأ عليه كتاب يزيد وما أمره فيه من أخذ البيعة منه له، فقال الحسين(عليه السلام): «إنّي لا أراك تقنع ببيعتي ليزيد سرّاً حتى اُبايعه جهراً».

فقال الوليد: أجل، فقال الحسين(عليه السلام): «فتصبح وترى رأيك في ذلك»، فقال له الوليد: انصرف على اسم الله تعالى حتى تأتينا مع جماعة الناس، فقال له مروان: والله لئن فارقك الحسين الساعة ولم يبايع لا قدرت منه على مثلها أبداً حتى تكثر القتلى بينكم وبينه، إحبس الرجل فلا يخرج من عندك حتى يبايع أو تضرب عنقه. فوثب الحسين(عليه السلام) عند ذلك وقال:«أنت ياابن الزرقاء تقتلني أم هو؟! كذبت والله وأثمت». وخرج يمشي ومعه مواليه حتى أتى منزله.

فقال مروان للوليد: عصيتني. لا و الله لا يمكّنك مثلها من نفسه أبداً. فقال له الوليد: ويح غيرك يا مروان! إنّك اخترت لي التي فيها هلاك ديني. والله ما اُحب أنّ لي ما طلعت عليه الشمس وغربت عنه من مال الدنيا وملكها وإنّي قتلت حسيناً. سبحان الله! أقتل حسيناً لمّا أن قال: لا اُبايع؟ والله إنّي لأظنّ امرءاً يحاسبُ بدم الحسين خفيف الميزان عند الله يوم القيامة[12].

وثمّة روايات أفادت بأنّ النقاش قد احتدم بين الإمام(عليه السلام) وبين مروان، حتى أعلن(عليه السلام) رأيه لمروان بصراحة قائلاً: «إنّا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ومحل الرحمة، بنا فتح الله وبنا ختم، ويزيد رجل فاسق شارب الخمر قاتل النفس المحترمة معلن بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله، ولكن نصبح وتصبحون وننظر وتنظرون أيّنا أحقّ بالخلافة والبيعة»[13].

الإمام (عليه السلام) مع مروان :

والتقى الإمام الحسين(عليه السلام) في أثناء الطريق بمروان بن الحكم في صبيحة تلك الليلة التي أعلن فيها رفضه لبيعة يزيد، فبادره مروان قائلاً: إنّي ناصح فأطعني ترشد وتسدّد. فقال الإمام(عليه السلام) : «وما ذاك يا مروان؟».

قال مروان: إنّي آمرك ببيعة أمير المؤمنين يزيد فإنّه خير لك في دينك ودنياك. فردّ عليه الإمام(عليه السلام) ببليغ منطقه قائلاً: «على الإسلام السلام إذ قد بليت الاُمّة براع مثل يزيد... سمعت جدّي رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول : الخلافة محرّمة على آل أبي سفيان وعلى الطلقاء وأبناء الطلقاء فإذا رأيتم معاوية على منبري فابقروا بطنه، فوالله لقد رآه أهل المدينة على منبر جدّي فلم يفعلوا ما اُمروا به»[14].

المصادر
________________________________________
[1] الإرشاد : 2 / 32.

[2] المصدر السابق .

[3] تأريخ اليعقوبي : 2 / 215.

[4] المقصود هنا الإمام الحسين(عليه السلام)وعبدالله بن الزبير وعبدالله بن عمر، باعتبار أنّ بعض المصادر التأريخية أفادت بأنّ رسالة يزيد تضمّنت أسماءهم جميعاً مثل تأريخ الطبري : 6 / 84 .

[5] حياة إلامام الحسين(عليه السلام) : 2 / 25 .

[6] المصدر السابق : 2 / 251 .

[7] حياة إلامام الحسين(عليه السلام) 2 / 251 .

[8] المصدر السابق .

[9] إعلام الورى : 1 / 434 ، وروضة الواعظين : 171، ومقتل أبي مخنف : 27، وتذكرة الخواص : 213 .

[10] الإرشاد : 2 / 33.

[11] حياة الإمام الحسين(عليه السلام) : 2 / 254.

[12] الإرشاد : 2 / 33 ـ 34 .

[13] مقتل الحسين للمقرّم : 144، وإعلام الورى : 1 / 435.

[14] الفتوح لابن أعثم : 5 / 17، ومقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 184

 

 
 
أضف تعليقاً
الاسم
البريد الإلكتروني
التعليق
من
أرقام التأكيد Security Image
 
 
 
محرك البحث
 
القائمة البريدية
 
آخر المواقع المضافة
موقع مكتب آية الله العظمى السيد الشبيري الزنجاني دام ظله
موقع سماحة آية الله العظمى السيد محمود الهاشمي الشّاهرودي
موقع سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله
موقع سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي دام ظله
موقع سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم دام ظله
 
آخر الصور المضافة
 
آخر الصوتيات المضافة
الإمام المجتبى عليه السلام بين حكم التاريخ وحاكميته
ضوابط قرآنية في حل المشكلات
الإمام الصادق عليه السلام ومحاربة الإنحراف
من ثمار التقوى
وقفات مع علم النفس القرآني
 
آخر الكتب المضافة
العبادة والعبودية
آية التطهير فوق الشبهات
إرشاد الحائر إلى صحة حديث الطائر
حديث الغدير فوق الشبهات
رسالة مختصرة في الفطرة والمشكلة الإنسانية
 
آخر الأسئلة المضافة
س:

  هل یجوز للرجل الزاني الزواج بابنة المراة التي زنا بها؟

ج:

  یجوز والاحوط استحباباً تركه.