في رحاب شهر رمضان
الشيخ حبيب الكاظمي
*قال أميرُ المؤمنين عليه السلام: «إنّ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليه وآله خطبنا ذاتَ يومٍ فقال: أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّهُ قَدْ أَقْبَلَ إِلَيْكُمْ شَهْرُ اللهِ بِالْبَرَكَةِ وَالرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ..»:
استهلّ رسولُ الله صلّى الله عليه وآله خطبتَهُ بعبارةٍ مثيرةٍ للعواطف: بِذكرِ إقبالِ الشّهر على الصّائمين؛ وكأنَّ شهر رمضان المبارك يَشتاقُ إلينا، ويَتحيَّنُ الفرصةَ للِّقاء بنا في هذه الأيّام المبارَكة!
إنّ شهرَ رمضان بِمنزلةِ ضيفٍ عزيزٍ يأتي إلينا وبِيدِه باقةٌ من الوَرد، وهذه الباقة مُتمثّلةٌ بالبركة، والرّحمة، والمغفرة؛ البركة: بمعنى النّماء والزّيادة. وشهرُ رمضان منذ بدايته يأتي بالمغفرة؛ فإذا دَخلَ، دخلَ بالمغفرة، وللهِ عزَّ وجلَّ عُتقاء من النّار في اللّيلة الأولى من شهر رمضان، ولهذا فالأولياء الصّالحون يقولون بأنَّ الخواصَّ لا يفكّرون في المغفرة، لأنّ المغفرة هديّة أوّل الشّهر، وإنّما جُلُّ تفكيرِهم في الرّضوان والقُرب من المَولى، لا غفران الذّنوب فحسب!
* «شَهْرٌ هُوَ عِنْدَ اللهِ أَفْضَلُ الشُّهُورِ»:
وهنا إشارةٌ لنكونَ وفقَ ما يُطابِقُ رضى الله عزَّ وجلَّ، فإذا أردنا أن نَبحث عن الأفضل وعن الأجمل وعن الأَحَبّ، فلا بدّ أن نعلم ماهيّتَه عند الله عزَّ وجلَّ؛ فهذا الشّهر، عنده تعالى، أفضلُ الشّهور، فالأفضليّة هي لِما عند الله عزَّ وجلَّ، وقد تُوافِق الأفضليّةَ عند البشر، وقد لا تُوافِق.
* «وَأَيَّامُهُ أَفْضَلُ الأَيَّامِ، وَلَيَالِيهِ أَفْضَلُ اللَّيَالِي، وَسَاعَاتُهُ أَفْضَلُ السَّاعَاتِ»:
لماذا ليالي شهر رمضان أفضل اللّيالي، وكذا أيّامُه وساعاتُه؟ لأنّها جميعاً مُنتسبةٌ إلى ما هو للهِ عزَّ وجلَّ؛ الشّهرُ أصبح لله، وإذا بكلّ جزءٍ وبكلّ خاصّيّةٍ من خاصّيّاته انقَلَبَت عن ماهيَّتِها.
* «أَنْفَاسُكُمْ فِيهِ تَسْبِيحٌ»:
من المعلوم أنَّ هذه الأنفاس ما هي إلّا غازاتٌ سامّة، ولكنّها في شهر رمضان تتحوّل إلى تسبيح، أيْ إلى حَسناتٍ مُتمثّلةٍ بالتّسبيح، وهذا يُفسّر لنا آيةً من القرآنِ الكريمِ تَبعثُ الأملَ في نُفوسِ العاصِين، وهي قولُه تعالى: ﴿..فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ..﴾ الفرقان:70. لقد احتارَ العلماءُ في تفسير هذه الآية، فكيف يُمكن تبديل السّيّئة إلى حَسَنة؟! وفي معرض الإجابة، شَبَّه البعضُ ذلكَ بالوردةِ الجميلة العطِرة: في أسفلِ أرضِها السّمادُ المُنتِن، ولكنّ اللهَ عزَّ وجلَّ بِقُدرتِه، حوَّل هذا السَّماد المُنتِن إلى هذه الرّائحة الفوّاحة في عالم الطّبيعة، والأمرُ كذلك في عالَمِ الأَنفُس.
* «وَنَوْمُكُمْ فِيهِ عِبَادَةٌ»:
في شهر رمضان المقاييس مُختلفة، فنُلاحظ أنَّه لم يُقيِّد النّومَ بساعاتٍ محدَّدةٍ، بل أطلقَ القولَ بأنَّ النّومَ فيه تسبيحٌ، ولم يُقيِّدْهُ بِقَيد. نعم، المؤمنُ في شهر رمضان، بوجودِه كُلِّه، دَخلَ في حماية الله عزَّ وجلَّ وفي بركتِه.
* «وَعَمَلُكُمْ فِيهِ مَقْبُولٌ»:
لا يَخفى أنّ معرفةَ قبولِ الأعمال مِن أصعب الأمور، ولهذا وَرَد في الرّوايات: «أَخْلِصِ العَمَلَ فَإِنَّ النّاقِدَ بَصيرٌ»؛ ولكن في شهرِ رمضان تَرتَفعُ القيودُ، فهنالك تسهيلات كُبرى في عالَمِ الوُجودِ، وهنالك خصوصيّةٌ تتمثّل في الرِّفقِ بالعِبادِ في هذا الشّهر المبارَك.
* «فَاسْأَلُوا اللهَ رَبَّكُمْ بِنِيَّاتٍ صَادِقَةٍ، وَقُلُوبٍ طَاهِرَةٍ، أَنْ يُوَفِّقَكُمْ لِصِيَامِهِ، وَتِلاوَةِ كِتَابِهِ، فَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ حُرِمَ غُفْرَانَ اللهِ فِي هَذَا الشَّهْرِ الْعَظِيمِ»:
يَدعونا رسولُ الله صلّى الله عليه وآله لِأنْ نسألَ اللهَ تعالى التّوفيق لـ «صيام هذا الشّهر، وتِلاوة كتابه»، يُريد أن يُفهِمَنا أنّ هناك صياماً غير هذا الصّيام الظّاهريّ، فعلينا أنْ نسألَ اللهَ عزَّ وجلَّ أن يُوفِّقنا لذلك الصِّيام؛ فهنالك صَوم العوامّ: «وَهُوَ الكَفُّ عَنِ الطَّعامِ وَالشَّرابِ»، وصومُ الخواصّ: «وَهُوَ الكَفُّ عَنِ المَحارمِ كُلِّها»، وصَوم خَواصِّ الخَواصّ: «وَهُوَ الإِعْراضُ عَمّا سِوى الله تَعالى»، وهذا الأخيرُ هو ثمرةٌ لِما كنّا ندعوه في شهر شعبان: «إلهي، هَبْ لِي كَمالَ الانْقِطاعِ إِلَيْكَ!»، فهذا الدّعاء إذا أُريدَ له أنْ يُستجاب، فمجالُه الأكمل هو في شهرِ رمضان المبارَك.
* «وَاذْكُرُوا بِجُوعِكُمْ وَعَطَشِكُمْ فِيهِ، جُوعَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَعَطَشَهُ»:
إنَّ النّبيّ صلّى الله عليه وآله يُريد منّا أن ننتقل من ظاهِر الصّومِ إلى باطِنِه؛ بأنْ نستحضرَ عالَم المَعاد، وأهوالَ يومِ القيامة وجوعَه وعَطشَه، وهذا بدوره يحثّ الصّائم لكي يعدَّ العدّة لتَجنُّبِ هذه الأهوال، وذلك بالعمل الدّائب لِما يُخفِّف عنه الحساب في ذلك اليوم العصيب.
إنّ للشّريعة ظاهراً وباطناً، وهنالك رموزٌ - دلالاتٌ خفيّة - وعلينا أن ننتقل من الجوعِ والعطشِ في الدّنيا، إلى الجوعِ والعطشِ في الآخرة. وهذه عيِّنةٌ من لغة «الرّمزيّة» في العبادات الظّاهريّة.
* «وَتَصَدَّقُوا عَلَى فُقَرَائِكُمْ وَمَسَاكِينِكُمْ، وَوَقِّرُوا كِبَارَكُمْ، وَارْحَمُوا صِغَارَكُمْ، وَصِلُوا أَرْحَامَكُمْ»:
الشّريعة الخاتمة تَربطُ دائماً بين البُعدَيْن الفرديّ والاجتماعيّ للعبادة، فليس المطلوب أنْ نعيش حالة الرّهبانيّة والصَّومعة، بل حالة العبوديّة الجامِعة، ومنها الاهتمام بأمورِ المُسلمين، سواء في طَعامِهم المعنويّ «إرشاداً وهدايةً»، أو طَعامِهم الماديّ «إفطاراً للصّائمين». فالبعض يعيش التّقوقع في المجتمع، من غير الالتفات إلى ذَوِي الحاجة من الفقراء والمساكين، ومن المعلوم أنّ العناية بهم مِن أعظم القُرُبات إليه تعالى.
* «وَارْفَعُوا إِلَيْهِ أَيْدِيَكُمْ بِالدُّعَاءِ فِي أَوْقَاتِ صَلاتِكُمْ، فَإِنَّهَا أَفْضَلُ السَّاعَاتِ، يَنْظُرُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا بِالرَّحْمَةِ إِلَى عِبَادِهِ، يُجِيبُهُمْ إِذَا نَاجَوْهُ، وَيُلَبِّيهِمْ إِذَا نَادَوْهُ، وَيُعْطِيهِمْ إِذَا سَأَلُوهُ، وَيَسْتَجِيبُ لَهُمْ إِذَا دَعَوْهُ»:
يُذكِّرُنا النّبيُّ الأعظَم صلّى الله عليه وآله بالمحطّة العباديّة الكُبرى في الحياة «وهي الصّلاة»، فالعبدُ يزدادُ سُمُوّاً وتَحليقاً في صلاتِه، ومن هنا ينبغي للصّائم أنْ يستغلَّ فرصةَ الصّلاة في شهر رمضان، فالصّلاةُ حديثٌ مع ربّ العالمين، وتقرُّبٌ إلى الله عزَّ وجلَّ، ولا سِيّما في الأماكن والأزمنة المبارَكة؛ فثمرةُ المسجدِ الحرام هي الصّلاةُ الخاشِعة، وثمرةُ الرّوضةِ النّبويّة المبارَكة، وثمرةُ شهرِ رمضان هي أيضاً الصّلاةُ الخاشِعة.
فأوقاتُ الصّلاةِ أفضلُ السّاعات، حيث إنّها مواقيتُ تَنزُّل الرّحمة والألطافِ الإلهيّة، فكيفَ إذا كانَ في شهرِ رمضان؟ وكيف إذا كانَ في بيتِ اللهِ الحرام؟ وكيف إذا كان في جماعةٍ؟ وكيف إذا كانَ بخُشوعٍ وابتهالٍ؟ إنّ ذلك يَخرقُ الحُجُبَ السّبع!
* «أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ أَنْفُسَكُمْ مَرْهُونَةٌ بِأَعْمَالِكُمْ، فَفُكُّوهَا بِاسْتِغْفَارِكُمْ، وَظُهُورَكُمْ ثَقِيلَةٌ مِنْ أَوْزَارِكُمْ، فَخَفِّفُوا عَنْهَا بِطُولِ سُجُودِكُمْ»:
سألَ رسولُ الله صلّى الله عليه وآله أحدَ مواليه عمّا يطلبُه من أجرٍ لقاءَ خدمتِه النّبيّ صلّى الله عليه وآله، فطلب الرّجلُ أن يكون مع رسول الله صلّى الله عليه وآله في درجتِه من الجنّة، فكان جوابُ النّبيّ صلّى الله عليه وآله: «أَفْعَلُ ذَلِكَ، فَأَعِنِّي بِطُولِ السُّجودِ».
يبدو أنّ هنالك رمزاً، فالّذي يَسجدُ، بدايةً، قد لا يَكتشف الرّمز، ولكنّ المُدمنَ على السّجود الطّويل، سيَصل إلى درجةٍ من درجاتِ الارتباطِ بالمَبدأ. أشبهُ شيءٍ بإنسانِ بِيَده هاتفٌ نقّال، يذهبُ به من زاويةٍ إلى زاويةٍ، ويَخرجُ من المنزلِ مُسرعاً، لأنّ هنالِك مكالمة ضرورّية، ويُريد أنْ يذهب إلى المكان الّذي يَقوى فيه الإرسال، فكذلكَ الأمرُ في السُّجود؛ فإنَّ أفضلَ أنواع الإرسال وأشدّها قوّة، هو في حال السّجود، والأمرُ يحتاجُ من الإنسان إلى تجربةٍ كي يَتَذوّق ذلك.
* «أيُّها النّاس، مَنْ فَطَّرَ مِنْكُمْ صَائِماً مُؤْمِناً فِي هَذَا الشَّهْرِ، كَانَ لَهُ بِذَلِكَ عِنْدَ اللهِ عِتْقُ رَقَبَة، وَمَغْفِرَةٌ لِمَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ»:
في شهرِ رمضان هناك دعوةٌ للتّواصُل الاجتماعيّ، ولا يَنبغي أنْ يَستغربَ الإنسانُ عِظَمَ الأجْر؛ فالّذي يَستغربُ هذه الأجور، فإنّهُ يَشكُّ في أحدِ أمرَيْن: إمّا في قدرتِه، أو في كَرَمِه تعالى. فما دمْتَ تَعتقد بإلهٍ قديرِ، وتَعتقد بإلهٍ كريمٍ؛ فما المانعُ أن يبدّلَ إطعامَ مؤمنٍ، بمقدارِ شقِّ تمرة، أو حتّى بِشربةٍ من ماءٍ، بذلك الأجر العظيم.
* «وَمَنْ أَكْثَرَ فِيهِ مِنَ الصَّلاةِ عَلَيَّ، ثَقَّلَ اللهُ مِيزَانَهُ يَوْمَ تَخِفُّ الْمَوَازِينُ»:
هنا دعوةٌ للإكثارِ من الصّلاة على النّبيّ صلّى الله عليه وآله؛ فإنّها تُثَقِّل ميزانَ العبدِ.
* «قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السّلام: فَقُمْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله! مَا أَفْضَلُ الأَعْمَالِ فِي هَذَا الشَّهْرِ؟ فَقَالَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ، أَفْضَلُ الأَعْمَالِ فِي هَذَا الشَّهْرِ: الْوَرَعُ عَنْ مَحَارِمِ اللهِ عزَّ وجلَّ»:
إنّ الصَّومَ المعروف هو الكَفُّ عن الطّعام والشّراب، ولكنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله أراد أمراً فوق هذا الامتناع الظّاهريّ، فهلَّا سَعَيْنا لتحقيق ذلك الصّوم؟
كان المُصطفى الحبيب صلّى الله عليه وآله يَستغلُّ كلَّ مناسبةٍ للتّذكيرِ بِخَطِّ الولاية، ولِتَثبيتِ قواعدِ الولاية، بدءاً من أيّام المبعثِ الشّريف إلى حادثةِ المَبيت، إلى مواقفِه في الغَزَوات، إلى حادثةِ الاستِخْلاف، وحادثة الكِساء، إلى أحاديثِ المَنزلة والثّقلَيْن والغدير، قبل وفاته صلّى الله عليه وآله.
* وفي نهايةِ هذه الخطبة يَبكي رسولُ الله صلّى الله عليه وآله أمامَ المسلمين، لِمَا يَجري على أمير المؤمنين الإمام عليّ عليه السلام:
«..ثُمَّ بَكى، فَقُلْتُ: يَا رَسولَ اللهِ ما يُبْكيكَ؟ فَقالَ: يَا عَلِيُّ، أَبْكي لِما يُسْتَحَلُّ مِنْكَ في هذا الشَّهْرِ، كَأَنّي بِكَ وَأَنْتَ تُصَلِّي لِرَبِّكَ وَقَدِ انْبَعَثَ أَشْقَى الأَوَّلِينَ وَالآخِرينَ، شَقيقُ عاقِرِ ناقَةِ ثَمودَ، فَضَرَبَكَ ضَرْبَةً عَلى قَرْنِكَ فَخَضَّبَ مِنْها لِحْيَتَك».
والمُلفتُ بعد ذلك هو سؤال الإمام عليّ عليه السلام: «فَقُلْتُ: يَا رسولَ اللهِ، وَذَلِكَ في سَلامَةٍ مِنْ ديني؟»، فيجيب النّبيّ صلّى الله عليه وآله بالإيجاب: «في سَلامَةٍ مِنْ دينِكَ»، فتقرُّ لها عينُ أبي الحسن عليه السلام.
«ثُمَّ قالَ: يَا عَلِيُّ، مَنْ قَتَلَك فَقَدْ قَتَلَني وَمَنْ أَبْغَضَكَ فَقَدْ أبْغَضَني، وَمَنْ سَبَّكَ فَقَدْ سَبَّني، لِأَنَّكَ مِنّي كَنَفْسي، روحُكَ مِنْ رُوحي وَطينَتُكَ مِنْ طينَتي، إِنَّ اللهَ تَبارَكَ وَتَعالى خَلَقَني وَإِيّاكَ وَاصْطَفَاني وَإِيّاكَ، وَاخْتارَني للنُّبُوَّةِ وَاخْتارَكَ للإِمامَةِ، وَمَنْ أَنكَرَ إمامَتَكَ فَقَدْ أَنكَرَ نُبُوَّتي.
يَا عَلِيُّ، أَنْتَ وَصِيِّي وَأَبو وُلْدِي وَزَوْجُ ابْنَتي وَخَليفَتي عَلَى أُمَّتي في حَياتي وَبَعْدَ مَوْتي، أَمْرُكَ أَمْري وَنَهْيُكَ نَهْيِي، أُقْسِمُ بِالّذي بَعثَني بِالنُّبُوَّةِ وَجَعَلَني خَيْرَ البَرِيَّةِ، إِنَّكَ لَحُجَّةُ اللهِ عَلى خَلْقِهِ، وَأَمينُهُ عَلى سِرِّهِ، وَخَليفتُهُ عَلى عِبادِهِ».