كيف نعلم أولادنا محبة الله؟
بقلم: الأستاذة نوال دياب
إن من أهم القيم وأعظمها والتي يجب أن نربي أبناءنا عليها هي محبة الله تعالى والشعور بالانتماء للخالق العظيم لأنها الأساس الذي نبني عليه القيم الاخرى فإذا أرسيناها في نفوس وعقول الأطفال هانت علينا باقي القيم وأصبح تعليمها وتطبيقها في الحياة اليومية كسلوك فردي او جماعي أمرا سهلاً.
فكيف نرسي هذه القيمة عند أطفالنا؟
من المسلّم به أن الأسرة هي المسؤول الأول عن تربية الأبناء وهي المؤسسة الاجتماعية الأولى التي يتلقى فيها الطفل اهتماما ورعاية على جميع الأصعدة، وقد اثبتت الدراسات النفسية أن 85% من شخصية الطفل تتكون في السنوات الست الأولى من عمره وهي مرحلة ما قبل المدرسة كما يسميها علماء النفس فعلى الأهل استغلال هذه الفترة الحساسة والمهمة في حياة أولادهم فما يتعلمه فيها ينطبع في نفسه على مدى الحياة، ثم يأتي دور المدرسة والمؤسسات الاجتماعية الأخرى في السنوات التالية.
والأهل كما هو معلوم المثل الأعلى الذي يتمثل ويقتدي فيه الطفل فما يمارسه الأهل هو صحيح وجيد في نظر أبنائهم فيتعلمون هذه السلوكيات، إذن المسألة تبدأ بالأبوين وتنتهي بهم أيضا لأنهم الرقابة الاجتماعية لأبنائهم. فعلينا كأهل أن نرى كيف هي علاقتنا بالله، هل نصلي في الوقت المحدد؟ هل نقرأ القرآن والأدعية؟ هل نمارس الأعمال التي تزيد ارتباطنا بالله من تصدق وفعل الخيرات والصدق والأمانة مع الآخرين. كل هذه الأمور هي رسائل غير مباشر لأولادنا وهي أشد وقعا وأكثر تأثيرا من الرسائل المباشرة كأن نأمر الطفل بالقيام بهذه الأعمال. فابني سيقلدني بادئ الأمر ويتصرف مثلي ومع التكرار تصبح عادة لديه، وهكذا بالنسبة لجميع العبادات وحتى التصرفات التي نتصرفها وقول الإمام الصادق (عليه السلام)" كونوا دعاة لنا بغير السنتكم" خير دليل ويقول ايضا أحد علماء النفس "الأفعال أعلى صوتا من الأقوال" وفيما يلي بعض المقترحات والانشطة التي تساعد في إرساء هذه القيمة.
1-نذكر الله في كل الأحوال مثلا عند البدء بالطعام والانتهاء منه، وحمده في كل مناسبة على مسمع الأطفال خاصة في المناسبات السعيدة بحيث يرتبط ذكر الله بكل ما هو جيد وجميل ومفرح فالله هو مصدر الفرح للإنسان.
2-ذكر نعم الله علينا (الصحة التي نتمتع بها، الرزق، الطبيعة الجميلة من حولنا وغيرها من النعم التي لا تعد ولا تحصى " وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها".
3-تنظيم بعض النشاطات الدينية في المنزل (صلاة جماعة، ادعية، قراءة القرآن ...الخ).
4-التفكر في عظمة الخالق وممكن ان يتم ذلك خلال النزهات أو عند مشاهدة المخلوقات المختلفة في الطبيعة أو حتى في التلفاز وذلك بالتحدث مع أولادنا عن هذه العظمة "تفكر ساعة خير من عبادة سنة".
5-أن نزرع في ذهن أطفالنا أن الله يرانا في كل مكان وزمان ونجعلهم يستشعرون
هذه الرقابة الإلهية لتكون رادعا عن القيام بأي عمل يخالف التعاليم السماوية، شرط أن لا نخيفهم من الله فلا نقول " الله بيخنقك" بل " الله ما بيحب نعمل هيك".
6-أن ندعو لأبنائنا عند خروجهم من البيت أو قبيل امتحاناتهم المدرسية وعند مرضهم وفي كل أحوالهم وليكن ذلك على مسمعهم.
7-الإجابة على أسئلتهم الدينية مهما كانت ونأخذها على محمل الجد وعدم الضحك عليهم إذا كانوا صغاراً، طبعا الإجابة يجب أن تكون حسب قدراتهم العقلية واستيعابهم للأمور. في حال عدم معرفتنا للإجابة لا نخجل من القول أننا سنفتش عن الجواب وننقله لهم وعلينا الحرص أن تكون الإجابة صحيحة ولا نتهرب منها.
8-مرافقة الأطفال إلى المسجد وأماكن العبادة والمقامات المقدسة وممارسة الشعائر الدينية .
9-لتكن القصص التي نحكيها لهم عن الأنبياء والأئمة والصالحين ومدى ارتباطهم بالخالق والاتكال عليه فللقصة أثرها البالغ في زرع القيم وتكوين المفاهيم الاجتماعية وهي وسيلة تربوية لا يغفل عنها كل مهتم بالشأن التربوي.
10-في مرحلة المراهقة تصبح الأسئلة أكثر عمقا ويصبح لدى المراهق القدرة على التجريد فيحب أن يعرف كيف بدأ الله الخلق وأمور وجودية أخرى فهنا علينا أن نوجهه لقراءة الكتب التي تشبع عنده حب الاستطلاع والمعرفة وتجيب على تساؤلاته بشكل صحيح ومقنع خاصة في أمور العقائد لأنها الأساس.
11-من المهم أن يكون هناك جو من المرح والسعادة يسيطر على العائلة فأن نحب الله لا يعني أننا يجب أن نبقى في جو جديّ دائما فإدخال السرور الى قلوب أطفالنا شيء نؤجر عليه والله يحب ذلك منا كذلك مفاجأة الأطفال ببعض الأشياء التي يحبونها كنزهة أو جلب الأطعمة التي يرغبونها أو بعض المشاريع والزيارات كلها تساعدنا على جعل الطفل يحب الله إذا ربطنا ما نقوم به بخالقنا تعالى .