كيف يؤثر الكمبيوتر على طفلي؟
بقلم: انتظار رجب
خلال البضع سنوات الماضية أصبح الكمبيوتر من الأشياء الشائع وجودها في العديد من البيوتات وبالطبع أصبحت حياة أطفالنا تتأثر به. ومن المهم بالنسبة لنا كآباء وأمهات أن نشجع أطفالنا على الاستفادة من الكمبيوتر ولكن في نفس الوقت نحاول تجنيبهم الآثار الضارة التي قد تنتج عن استخدامه.
بالطبع تطرأ على أذهاننا الكثير من التساؤلات: كم عدد الساعات التي يمكن أن يقضيها طفلي أمام الكمبيوتر دون أن تضر عيناه؟ أو دون أي سلبية أخرى يمكن أن تؤثر، لذا هناك عدة ملاحظات لابد من فهمها من الناحية الايجابية والسلبية.
التأثيرات الإيجابية
الكمبيوتر يبهر الأطفال وكثيراً ما يجذب كل اهتمامهم وتركيزهم. وقد أكد الكثير من مدرسي الكمبيوتر المتخصصين في بعض المدارس الدولية: أن استخدام ألعاب الكمبيوتر التعليمية قد تساعد على اكتساب الأطفال الثقة بالنفس وتقدير الذات حيث أن هذه تمكن الطفل من تطوير وممارسة العديد من المهارات. يمكن أن تعلمه على سبيل المثال الحروف، الأرقام، الأشكال، الألوان و.. وأيضاً عند دخول الطفل المدرسة يمكن أن يقوم بالاستعانة بالألعاب الخاصة بالمواد الدراسية. الألعاب الجيدة تتيح للطفل فرصة التدريب على حل المسائل والمهارات كمهارة المنطق، والمهارة الحركية ومهارة التوافق وتربى فيه الاهتمام بتكنولوجيا المعلومات وهذا ما يبني الطفل بالشكل الصحيح والمطلوب.
التأثيرات السلبيــة
1-الأضرار البدنية
يجب أن يتابع الأبوان عدد الوقت التي يقضيه الطفل أمام الكمبيوتر فرغم أنه قد ثبتت فائدة كثير من الألعاب إلى حد معين إلا أنه لا يمكن تجاهل أضرارها. يتفق أغلب الخبراء والباحثين في هذا الأمر على أن الاستخدام الكثير ولأوقات طويلة للكمبيوتر يمكن أن يعرض الأطفال لمخاطر صحية. أكثر المشاكل التي يشار إليها هو إجهاد النظر، الصداع، آلام الرسغ والرقبة، وبشكل عام المشاكل الناتجة عن أوضاع الجسم والهيكل العظمى.
2-الأضرار النفسية
أكد أطباء الأمراض النفسية وأخصائي الأسرة: أننا لا يجب أن ننسى أن أحد الخطوات التعليمية الضرورية بالنسبة للأطفال هي التواصل والتفاعل مع الآخرين، إن الأطفال الذين يقضون أوقاتاً طويلة أمام الكمبيوتر لا يستطيعون الاستفادة من الأنشطة الأخرى الأساسية لبنائهم البدني، الاجتماعي، الفكري، والعاطفي، وقد يؤدي إلى حدوث مشاكل اجتماعية عندهم مثل الخجل أو الانطواء. لأن جلوسهم طوال اليوم أمام الكمبيوتر ولم يخرج بشكل كاف، فلن يتمكن من تعلم المشاركة، انتظار دوره، أو حتى تعلم السلوكيات البسيطة.
إن طفلك يحتاج للتعامل مع غيره من الأطفال والكبار حتى يستطيع أن يخوض تجارب الحياة بدلاً من الجلوس طوال الوقت أمام الكمبيوتر. لذا ننصح أن تشاركي طفلك في ألعاب الكمبيوتر لكي تتاح لكما فرصة قضاء وقت معاً، كما نؤكد على ضرورة اختيار الآباء للألعاب المناسبة لسن الطفل لأن الأطفال الذين يلعبون الألعاب التي تقوم على أساس العنف، العدوانية، والإثارة الزائدة عن الحد يكونون أكثر عرضة لأن يكونوا عدوانيين. وبمعنى آخر عملية الشراء واللعب والوقت تقع على عاتق الوالدين لذا يجب مراقبة أولادهم بحذر وبدقة أثناء اختلاطهم بأولاد آخرين وذلك من أجل تحقيق وعي اجتماعي يتمحور حول أخطار استخدام تلك الألعاب وآثارها الجانبية خاصة على النشئ.