نبذة مختصرة عن حياة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله               ولادة الرسول الأكرم ومنطلقات الوحدة الإسلامية               النبوة لطف               التربية بالقدوة الحسنة               عملي وعملكم                كلّا إنّها كلمة هو قائلها                 الله والتغيير                التربية بالقدوة الحسنة                القرآن وتربية الإنسان                 الشّباب ووقت الفراغ               
  الرئيسية
  من نحن ؟
  من خدماتنا
  مواقع مهمة
  كشوف مالية بمساعداتنا
  المكتبة
  أنشطتنا
  المساهمات الخيرية
  الركن الاجتماعي
  أسئلة وأجوبة
  معرض الصور
  بحوث ومقالات
  اتصل بنا
 
عدد الزوار
183899
الركن الاجتماعي > ركن الأسرة > بحوث ومقالات تهم الأسرة
 
 
أهداف الزواج
مكتب الشؤون الفقهية بأوقاف اللواتية - 2014/05/31 - [المشاهدات : 859]
 

أهداف الزواج

قال الله تعالى في كتابه المجيد : (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً).

الزواج علاقة مقدسة لها أهدافها الكبيرة في الإسلام وحياة الإنسان، والهدف الأول هو بناء الأسرة والقضاء على الفوضى الجنسية، فكما أن بناء الأسرة يعني إيجاد المؤسسة التي تخلف الأجيال، فالزواج أيضاً عملية تنظيم وضبط للعلاقة الجنسية، وبدل أن تتحرك هذه الطاقة في كل درب بشكل غير مضبوط فإن الزواج ينظمها، والفوضى الجنسية لها آثارها المدمرة في حياة الإنسان سواء كانت آثاراً صحية أو تربوية أو اجتماعية.
انظروا إلى البلدان التي تنتشر فيها هذه الفوضى في بلدان الشرق والغرب تجدوا الأمراض الصحية كالزهري والسيلان وعملية انحطاط وذوبان الأخلاق وضياع الأجيال فيأتي الزواج ليقضي على هذه الظاهرة .

الهدف الثاني من أهداف الزواج هو خلق الاستعداد في حياة الإنسان .. لاحظوا الآية الكريمة (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا) ..إذن الزواج عملية سكن واستقرار نفسي، عملية راحة واطمئنان.

الزوج المرهق بأتعاب الحياة المثقل بهمومها حينما يرجع إلى بيت الزوجية يجد زوجة تمسح عنه عناء الحياة وآلامها، يجد شريكة يبث همومه ومشاكله، ومن هنا تنخلق حالة من الراحة النفسية والاستقرار والاطمئنان النفسي لأنه في ظل البيت الزوجي يتوفر للإنسان قضاء الحاجة الجنسية واشباع غريرته في الأبوة .

ولذلك فإن الإنسان قبل الزواج لا يعيش حالة من الاستقرار النفسي.. قد يقول قائل إن الحياة الزوجية مشحونة بالمشاكل والمسؤوليات والأتعاب مما يزيد في قلق الإنسان واضطرابه، لكن العكس هو الصحيح فرغم ما في الحياة الزوجية من مشاكل ومهام وصعوبات إلاّ أنها وسيلة مهمة لاقتلاع ظاهرة القلق النفسي، العزاب يعيشون قلقاً نفسياً في أعماقهم لا يستطيعون أن يتخلصوا منه إلاّ من خلال حياة زوجية مستقرة.

ومن هنا استخدمت الآية الكريمة عبارة السكن، فالسكن هو ما يلجأ إليه الإنسان، وقد استعار القرآن هذا التعبير ليقول أن الإنسان يلجأ إلى الزواج ليكون سكناً وملجأً له يفرغ فيه آماله ومشاكله.

الآية تقول (وَمِنْ آيَاتِهِ) أي من آيات الله ومن دلائل عظمته وقدرته الجبارة المبدعة (أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا) إنها عملية تفاعل وسكون ولجوء يعيشها الزوج والزوجة.

أما الهدف الثالث من أهداف الزواج؛ فهو حصانة الإنسان وحمايته من الوقوع في مستنقعات الرذيلة والفساد، ولذلك يعبر عن المتزوجين بالمحصنين وعن المتزوجات بالمحصنات، فالزواج يخلق عملية حصانة حول الإنسان تحميه في الغالب من أن ينساق وراء الأهواء الرذيلة والشهوات لأنه لديه ما يلبي رغباته.

إذن لا يضطر إلى ذلك إلاّ أصحاب النفوس الوضيعة جداً وأما الإنسان إذا وجد ما يحقق طموحه ورغباته في ظل علاقة زوجية مشروعة مقدسة فإنه لا يهبط إلى تلك المستنقعات القذرة، ولا شك أن الطاقة الجنسية عند الإنسان طاقة محمومة مسعورة جداً، وهي تعيش اليوم في ظل أوساط تستثيرها وتؤججها، في كل مكان تجد إثارة جنسية وقصفاً جنسياً خطيراً من التلفاز والإذاعة ومن الصحافة في كل مكان تجد أن الجنس مبتذلاً والإثارات الجنسية الخطيرة على حياة الإنسان.

 إنه يقع بين حالتي الكبت والانحراف فإما أن يسقط في الرذيلة إذا كان لا يملك طاقة من إيمان وتدين، ويهبط في مستنقعات الرذيلة والانحراف، وإما أن يملك طاقة جبارة ويضغط على غريزته الجنسية في ظل هذه الأجواء المحمومة فيصاب أحياناً بحالة من الكبت إذا لم يملك طاقة الاستعفاف التي يشير إليها القرآن وهي عملية التعالي بالطاقة وتوجيه طاقاته في مجالات تخفف من ضغط الجنس.

أغلب الناس لا يملكون طاقة التعالي والاستعفاف بالطاقة الجنسية فيصابون بحالة من الانحراف، من هنا يأتي الزواج كوسيلة لحصانة الإنسان وحمايته من هذا الانحراف، فإذاً الزواج أكبر حصانة للإنسان وأكبر وسيلة لعلاج مشكلة الجنس الخطيرة التي هي سبب لكثير من مشاكل الحياة المختلفة، ومن هنا يقول الحديث النبوي: (من تزوج فقد أحرز نصف دينه) معناه أنّ الطاقة الجنسية إذا لم تصن بالزواج فإن الإنسان معرض للسقوط في كثير من مجالات الانحراف، وكم من انحرافات وجرائم خطيرة في مجتمعاتنا ولدتها قضية الجنس. وفي حديث آخر للرسول "صلى الله عليه وآله" يخاطب الشباب ويقول: (من استطاع منكم الباءة فليتزوج) والباء، هي القدرة الجنسية والمالية، (فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج) فكم من مآسي وجرائم خطيرة خلقتها النظرة الخائنة المتبادلة أحياناً بين الرجل والمرأة وكم من الجرائم الكبيرة في المجتمعات خلقتها نظرة خائنة، (من لم يسطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) ..

الانسان الذي لا يستطيع الزواج يطرح الحديث اسلوباً من أساليبه لتخفيف الضغط والجنس هو الصيام.

إنه عملية تهذيب للطاقة الجنسية بشكل هادئ وعملية تخفيف لغليان الجنس والوجاء هي الحماية، والضغط على الطاقة الجنسية بالشكل الذي فيه تهذيب.

يمكن للإنسان أن يضغط على طاقته الجنسية بإسلوب يخلق حالة كبت داخلي، قد يتفجر في وقت من الأوقات لتترك الطاقة الجنسية إلى وجود مدمر خطير جداً.

الطاقة الجنسية أحياناً تتمرد وتنفجر وهناك قول لبعض العلماء في أنها بعض الأحيان تكون أخطر من الطاقة الذرية .

إذن الصيام فيه لون من تخفيف الغليان الجنسي، ولكن بإسلوب تهذيبي تربوي يجعل للإنسان يعيش في أجواء روحية، هذا ما يسمى بعملية الاستعفاف والتعالج بالطاقة الجنسية وتوجيه الطاقة إلى مجال آخر .

الهدف الرابع من أهداف الرواج هو الهدف البيولوجي.. طبعاً الغريزة الجنسية هي حالة غريزية وحاجة جسدية بيولوجية فهي فطرة تكوينية لدى الإنسان وليس أمراً  مكتسباً، لأن الإنسان لم يكتسب الميل الجنسي ولم يتعلم الشهوة الجنسية بل إنه وجود مركب في كيانه .

هذه الطاقة تمثل جوعاً خطيراً، تصوروا أن جوع الجنس أخطر من جوع البطن .

فالإنسان إذا جاع بطنه يتحول إلى حيوان يريد أن يأكل ولكن جوع الجنس أخطر بكثير من جوع البطن.

من هنا الاسلام اعترف بهذه الطاقة لأنه يعترف بكل خطورة في النفس البشرية، وما دامت الطاقة الجنسية غريزة في بناء الإنسان وتكوينه فالإسلام لا يمكن أن يرفضها وهو يرى أن عملية تخزين دون تصريف أمر خطير جداً بأن كل طاقة فطرية في النفس يجب أن تصرف، وعملية استخراج الطاقة الجنسية وتفريغها بشكل غير موجه أيضاً أمر غير طبيعي من هنا تتضح رؤية الاسلام وموقف الانسان من الجنس حيث يعتبره وجوداً فطريّاً ويرى أن عملية تخزين هذه الطاقة أمر أخطر، ولا شك أن الزواج وملك اليمين هما الاسلوبان المشروعان في الاسلام لعملية استفراغ واستخراج الطاقة الجنسية.

الزواج بقسميه الدائم والمؤقت اسلوب من أساليب الاسلام التي بواسطتها تفرغ طاقة الجنس عند الانسان بشكل مشروع.

الهدف الخامس من أهداف الزواج هو عملية التكاثر وبقاء النوع البشري، بالزواج يتكاثر الانسان ويبقى وبه يمتد ليعمر الحياة، فالإنسان هو الطاقة والوجود الفاعل في الحياة .. إذن لا بد من بقائه واستمراره .

هذه خمسة أهداف مهمة من أهداف الزواج ومن هنا نرى الاسلام يحث كثيراً عليه ليحقق هذه الأهداف.

الرسول "صلى الله عليه وآله" يقول: (ما بني في الاسلام أحب إلى الله تعالى من التزويج)، وفي حديث آخر : (من كان له ما يتزوج به فلم يتزوج فليس منا) و (من رغب عن سنتي فليس مني) و : (من ترك الزواج مخافة العيلة فقد أساء الظن بالله).

وهذه قضية خطيرة فكثير من الناس يتركون الزواج مخافة العيلة والانفاق على الزوجة والأولاد، الحديث يلتفت إليهم ليقول أنهم أساؤوا الظن بالله، وفي حديث آخر (من ترك الزواج مخافة الفقر فقد أساء الظن بالله) والله تعالى يقول : (إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) فلا تتركوا أيها الشباب الزواج خوفاً من العيلة فإن هذا إساءة ظن في الله سبحانه وتعالى.

وفي حديث للإمام  الصادق "عليه السلام" يقول: (الركعتان يصليهما متزوج أفضل من رجل عزب يقوم ليله ويصوم نهاره) وفي حديث آخر: (ركعتان يصليهما متزوج أفضل من خمسين ركعة يصليهما أعزب) وفي حديث ثالث: (أرذال موتاكم العزاب) إذن الإسلام هجم هجوماً عنيفاً على العزوبية والعزاب، لأنه يريد أن يوجه الناس إلى هذا البناء الإنساني، بناء الحياة الزوجية الهادفة.

قد يقول بعض الناس - وربما لديهم بعض الحق في ذلك- إن الحياة الزوجية تعرقلها عوائق كثيرة منها طبيعية ومنها صناعية صنعها المجتمع الجائر، أحياناً يجور المجتمع على الشباب، ولنأخذ مثلاً من العوائق الخطيرة التي تعارف عليها المجتمع وهو غلاء المهور، حيث تجري الآن عملية تنافس وتفاخر خطير في المهور يتظاهر الرجل بأنه زوّج ابنته بكذا ألف أو أعطي مهراً كذا ألف.

أصبحت المهور محل تظاهر وعجب وبروز وتنافس.

أيها الآباء والأمهات هذه الظواهر الخطيرة قد تكون من عوامل الجناية، فصحيح أن الإسلام لا يحدد مهراً معيناً لكن عملية التعالي والتصاعد في المهور بهذا الشكل الفاحش تعتبر عقبة خطيرة جداً في طريق الشباب وبذلك فإن الآباء والأمهات والبنات يساهمون مساهمة خطيرة جداً في إغراق الشباب وفسادهم.

اخواني آبائي امهاتي، المهور ليست ثمناً للمرأة ولا تتصوروا أن المرأة حينما يكون مهرها كبيراً يعني ذلك أن لها قيمة كبيرة وأما إذا كان قليلاً فليس لها قيمة اجتماعية! لا، فهل هناك امرأة في الدنيا أكبر من فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين .. هل توجد في الدنيا امرأة مهرها قليل كمهر الزهراء.. لم يكن مهرها قليلاً لأن عليّاً لا يملك المال، لو كان علي يملك الدنيا بكاملها ما زاد ذلك عن مهر فاطمة، هذا المهر البسيط.

الرسول حينما زوج فاطمة أراد أن يعطي درساً، فالمهر مجرد رمز للعلاقات المقدسة، لا تحولوا عملية الزواج إلى تجارة، نتاجر ببناتنا والاسلام يريد أن يجعل لهذه العلاقة طابعاً مقدساً ممكن أن يكون المهر نسخة من القرآن الكريم.

وللزوج الحرية في أن يعطي زوجته ما يشاء وبعد تحديد المهر بنسخة من القرآن.

وفي صدر الاسلام كان الناس يتروجون والمهر أن يعلّم الزوج زوجته آية من القرآن الكريم .. في أحد الأيام أتت امرأة إلى الرسول "صلى الله عليه وآله" فقالت: (يا رسول الله زوجني) التفت الرسول إلى الحاضرين وقال لهم: من لهذه؟ فقام رجل وقال أنا يا رسول الله روجنيها.. فالتفت إليه رسول الله "صلى الله عليه وآله" وقال: ما تعطيها؟ قال مالي شيء، التفت إليه الرسول "صلى الله عليه وآله" وقال: أتحسن شيئاً من القرآن الكريم؟ فقال: نعم، فقال الرسول "صلى الله عليه وآله": زوجتكها بما تحسن من القرآن الكريم فعلمه إياها .

إنها علاقة مقدسة علاقة قامت على مهر هو القرآن، وهذا المهر أفضل من الملايين والمليارات.. لا تتصوروا أنه عندما يكون مهر المرأة قليلاً ليس لها قيمة، لا، فتلك نظرة جاهلية مادية .. علينا أن نقيم المرأة تقييماً روحياً أخلاقياً دينيّاً.. أما المهر فلا يمثل قيمة في هذه العلاقة.

أيها المؤمنون التفتوا إلى هذه الظاهرة الخطيرة ولا تنخدعوا بهذا التسابق والتنافس في المهور(*).

_____________________

(*) المصدر كتاب "كلمات في الأسرة والتربية" للسيد عبد الله الغريفي.

 
 
أضف تعليقاً
الاسم
البريد الإلكتروني
التعليق
من
أرقام التأكيد Security Image
 
 
 
محرك البحث
 
القائمة البريدية
 
آخر المواقع المضافة
موقع مكتب آية الله العظمى السيد الشبيري الزنجاني دام ظله
موقع سماحة آية الله العظمى السيد محمود الهاشمي الشّاهرودي
موقع سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله
موقع سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي دام ظله
موقع سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم دام ظله
 
آخر الصور المضافة
 
آخر الصوتيات المضافة
الإمام المجتبى عليه السلام بين حكم التاريخ وحاكميته
ضوابط قرآنية في حل المشكلات
الإمام الصادق عليه السلام ومحاربة الإنحراف
من ثمار التقوى
وقفات مع علم النفس القرآني
 
آخر الكتب المضافة
العبادة والعبودية
آية التطهير فوق الشبهات
إرشاد الحائر إلى صحة حديث الطائر
حديث الغدير فوق الشبهات
رسالة مختصرة في الفطرة والمشكلة الإنسانية
 
آخر الأسئلة المضافة
س:

  هل یجوز للرجل الزاني الزواج بابنة المراة التي زنا بها؟

ج:

  یجوز والاحوط استحباباً تركه.