نبذة مختصرة عن حياة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله               ولادة الرسول الأكرم ومنطلقات الوحدة الإسلامية               النبوة لطف               التربية بالقدوة الحسنة               عملي وعملكم                كلّا إنّها كلمة هو قائلها                 الله والتغيير                التربية بالقدوة الحسنة                القرآن وتربية الإنسان                 الشّباب ووقت الفراغ               
  الرئيسية
  من نحن ؟
  من خدماتنا
  مواقع مهمة
  كشوف مالية بمساعداتنا
  المكتبة
  أنشطتنا
  المساهمات الخيرية
  الركن الاجتماعي
  أسئلة وأجوبة
  معرض الصور
  بحوث ومقالات
  اتصل بنا
 
عدد الزوار
183746
بحوث ومقالات > بحوث ومقالات إجتماعية
 
 
الجمال ومرحلة الشباب
مكتب الشؤون الفقهية بأوقاف اللواتية - 2014/01/14 - [المشاهدات : 1184]
 

الجمال ومرحلة الشباب

بقلم: بثينة جميل الخفاجي

إن الجمال الطبيعي وحلاوة أيام الشباب يعتبران ثروة لهما قيمتهما لدى جيل الشباب، والمرء عندما يبلغ هذه المرحلة يكتسب جسمه القوة والنشاط وتتفتح عواطفه ومشاعره، ويصبح جماله وعظمته بمثابة جوهرة ثمينة تضفي على صاحبها روعة وإبداعاً لهما وقعهما في قلوب الناس.

إن عهد الشباب هو أحد المظاهر المهمة للجمال الطبيعي الذي يمتاز به جيل اليوم، فالإنسان إذا هرم فقد القدرة التي كان يتمتع بها في شبابه وزال عنه جمال الشباب وفقد وجهه بريقه ونعومته، لذا فإن الشباب هو مرحلة لها عظمتها وجمالها ولها الأثر البالغ في تكامل حياة الإنسان ومستقبله.

والعالم اليوم لا ينظر إلى الشباب من جانب القدرة البدنية فحسب، بل ينظر إلى الشباب من منظار شاعري جميل.

الإحساس بالجمال شعور فطري أم توجيه تربوي؟

إن مسألة الجمال في عالمنا اليوم تحظى باهتمام كبير، فالناس يرغبون في أن يكون كل شيء حولهم جميلاً، منازلهم وأثاثهم وملابسهم... الخ، حتى أصبح الإنسان يصرف على الجماليات والكماليات مبالغ كبيرة، وذلك لأهمية الجمال والإحساس به في حياة الإنسان، فميول الإنسان إلى الحسن والجمال تدخل في إطار الرغبات الفطرية للإنسان، لذا نرى كافة الشعوب والأمم بما فيها الشعوب والأمم الوحشية تمتلك نفس الشعور، وترى الحسن والجمال حتى في  السيئة، إلا أن الشعور الفطري بالجمال لا يكفي وحده لتذوق وإدراك كل أنواع الجمال الطبيعي والغني، بل ينبغي تنمية هذا الشعور ليكون في ظل التربية الصحيحة أبعد آفاقاً وأدق تحديداً لجمال الموجودات، فإدراك الجمال مرتبط بتكامل الإحساس وتنمية المشاعر لدى الناس، لذا فإن ارتفاع مستوى الثقافة والتعليم له تأثير كبير في تنمية الحس الجمالي لدى المجتمع.

دور الإسلام في تنمية الإحساس بالجمال

إن الدين الإسلامي الحنيف يولي قسطاً من الأهمية لمسألة الحسن والجمال، فعمل على تنمية عاطفة حب الجمال لدى الإنسان وأوصى معتنقيه بضرورة الاستفادة من الجمال الطبيعي والاستمتاع به، وهو بهذا ساهم في إرضاء وإشباع إحدى رغبات الإنسان الطبيعية.
فقد تحدث القرآن الكريم عن جمال السماء والغيوم حيث قال تعالى: (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ) وتحدث أيضاً عن جمال الموجودات على الأرض فقال تعالى: (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا)، في حين أن العرب قبل الإسلام لم يلتفتوا إلى جمال الكواكب وهي تزين السماء كاللؤلؤ المنثور، ولا إلى الأشجار والورود الملونة التي تزين الأرض، وذلك بسبب عواطفهم وأحاسيسهم الخامدة، إلى أن جاء القرآن الكريم ليوقظ مشاعرهم وينمي في وجدانهم عاطفة حب الجمال.

وتحدث الإسلام أيضاً عن الجمال الطبيعي والمصطنع للبشر، حيث قال رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم": (عليكم بالوجوه الملاح والحدق السود) وقال أمير المؤمنين "عليه السلام": (حسن وجه المؤمن حسن عناية الله به) مشيراً بذلك إلى أن جمال الوجه يعتبر عاملاً مهماً يزيد من رصيد محبوبية الفرد في المجتمع ويساعده على التقرب إلى الآخرين، وعن رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" أنه قال: (أفضل نساء أمتي أصبحهن وجهاً وأقلهن مهراً).

وقد تطرق الإسلام كذلك إلى الجمال المصطنع والتجمل والتزين وأوصى به ضمن مقاييس وحدود معينة، حتى أصبح بعض أنواع التجمل كارتداء الملابس الجديدة وسواك الأسنان وتسريح الشعر والتعطر أثناء العبادات وفي المسجد وبين أفراد الأسرة، كل ذلك من المستحبات اليومية لدى المسلمين، قال تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) فالتجمل في نظر الإسلام ليس عملاً اجتماعياً فحسب، بل هو عمل محبب عند الله سبحانه وله قيمة العبادة وأجرها.

نزوع الفتاة والمرأة الشابة إلى التجمل

إن رغبة الإنسان في التجمل والتزين تولد عند انتقاله من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب، فالشباب هم رواد الجمال، والقيم المتعلقة بحب الجمال تتصدر اهتماماتهم، حتى إن حب الجمال لدى بعض الفتيات الشابات مثلاً يجعلهن أكثر تمسكاً بالتجمل ويؤدي بهن إلى نوع من المبالغة أشبه ما تكون بعبادة الأصنام، إلا أن حب المجوهرات والحلي والتزين بكل ما من شأنه أن يلفت نظر الآخرين هو في الحقيقة حلقة في سلسلة من الجمال الطبيعي، الذي يطغى على الفتاة في أواخر دورة البلوغ مثل لون الشعر وطريقة النظر ومعالم الأنوثة لدى الفتيات الشابات وغيرها من مسببات الجمال التي لا يمكن مقارنتها بالمرحلة السابقة، هذا بالإضافة إلى أن للفتاة أو المرأة نزوعاً غريزياً للظهور بمظهر جميل فالزينة والتجمل من خصوصيات المرأة بالدرجة الأولى، هذا بالإضافة إلى توفر مقومات الجمال في تكوينها الجسماني أكثر من الرجل.

ما هي الحدود الصحيحة للتجمل؟

إن رغبة التجمل والتزين خصوصاً في مرحلة الشباب لابد أن تخضع لمراقبة شديدة، ويجب إشباعها ضمن الحد المعقول بعيداً عن الإفراط والتفريط وضمن الحدود الصحيحة، فالإفراط في التجمل له نتائج سلبية قد تؤدي إلى التعاسة ويمكن أن يكون مصدراً للإصابة بالوسوسة ويؤدي تدريجياً إلى الإصابة باختلالات نفسية، وإن الاهتمام الزائد بالتجمل بهدف جلب أنظار الناس قد يؤدي إلى تنامي روح الرياء والغرور في نفس الإنسان ويجعله فرداً منبوذاً في المجتمع، ويمكنه أن يحد من عمل ونشاط الإنسان بهدر عمره في أمور تافهة وغير مفيدة.

وقد عمد الإسلام إلى إرشاد حب التجمل لدى الشباب إلى الطريق الصحيح الآمن من الأخطار، وذلك من خلال التوصية بطهارة البدن وسواك الأسنان والتطيب وصبغ الشعر ودهنه وارتداء أجمل الملابس.. الخ، فعن النبي الأكرم "صلى الله عليه وآله وسلم" أنه قال: (اختضبوا فإنه يزيد في شبابكم وجمالكم).

أما فيما يخص المرأة فإن الإسلام لا يمنع المرأة عن التجمل والتزين، بل إنه أوصى المرأة المسلمة بالتجمل لزوجها، إلا أنه حرم إظهار جمالها وزينتها للرجل الأجنبي؛ إذ قال تعالى: (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ..) وقد أراد الإسلام بهذا أن يحافظ على جمال المرأة وعفتها في الوقت نفسه، فإنها بمثابة جوهرة ثمينة لابد من المحافظة عليها من السراق.

الجمال المعنوي والأخلاقي

إن جمال الإنسان من وجهة نظر أولياء الله "عليهم السلام" لا ينحصر بالجمال الطبيعي والمصطنع، بل يتعداه إلى الجمال المعنوي والأخلاقي، فالجمال المتكامل للإنسان يشمل الجمال الظاهري والباطني وكلاهما يسميان بالجمال.

إن جمال العلم والروح والأخلاق هو أسمى درجات الجمال، ويزيد المرء جمالاً روحياً ومعنوياً ويوصله إلى الكمال الحقيقي؛ قال الإمام الحسن العسكري "عليه السلام": (حسن الصورة جمال ظاهر وحسن العقل جمال باطن).

لقد وردت كلمة الجمال بحق الله سبحانه وتعالى (إن الله جميل ويحب الجمال) والمراد بالجمال الإلهي هو الجمال والكمال المعنوي، فهو جمال مطلق، ويحب سبحانه أن يتزين عباده بالجمال المعنوي وأن يرى نعمه على عباده والجمال الذي منحهم إياه بادياً عليهم، أي أن يكون ظاهر الإنسان كباطنة جميلاً.

وفي مرحلة الشباب تولد الميول والرغبة لدى الشباب في الجمال المعنوي بالضبط كرغبتهم في التجمل والتزين فإنهم بفطرتهم يعشقون الصفات والسجايا الحميدة وينفرون من الصفات السيئة الذميمة، لذلك ينبغي على المربين وأولياء الأمور أن يعملوا على تنمية الميول الفطرية للسجايا الأخلاقية في ضمير الشباب مستفيدين من هذه الثروة الطبيعية، فالإنسان في هذه المرحلة أسرع إلى إدراج المحاسن والتحلي بالصفات الإنسانية والانشداد نحو الطهارة والعفة والإحسان، ولكنهم إذا ما عاشوا في بيئة فاسدة وتربوا تربية خاطئة، فإنهم سينحرفون لا محالة عن الطريق السوي نحو الرذيلة والفساد، لذلك ينبغي على المربين أن يحولوا دون سقوط قيم الطهارة والفضيلة في ضمير الشباب.
فجمال الروح أعظم منزلة عند الناس من الجمال الطبيعي والظاهري، فالشابة مثلاً التي تمتلك مظهراً يتسم بالحسن والجمال، إذا كانت تفتقد للجمال المعنوي فإن الناس سوف لا ينبهرون بجمالها الظاهري، بل سينظرون إليها نظرة نفور وكراهية، وهي بذلك أشبه بالزهرة التي لها منظر جميل ولكن لها رائحة كريهة تؤدي بمن يستنشقها إلى الإصابة بألم في الرأس وحالة الغثيان، فإن الناس تنفر من مثل هذه الأنواع من الأزهار ويغضون الطرف عن جمالها الظاهري، أما الشابة التي تجمع بين الجمال الظاهري وجمال الروح الباطني فإنها تكون مثل الزهرة الجميلة المنظر ذات الرائحة الزكية التي تفتن الناس وتجعلهم يسعون للمحافظة عليها.

إن الشباب في حديقة الحياة أشبه ما يكونون بالزهور الجميلة في أوائل تفتحها ولهذا فإنهم يستأثرون بسبب جمالهم الطبيعي باهتمام وحب الناس، وإن التجمل والتزين لدى الإنسان يعتبر كالأشرطة الملونة الجميلة التي تزين الأزهار، أما الجمال المعنوي فهو بمثابة الرائحة الزكية لدى الزهور.

إن السعادة لن تكون إلا للشباب الذين جمعوا بين الجمال الظاهري والمعنوي، فهم دائماً يحظون باحترام وتقدير الناس ورضى ومحبة الله سبحانه وتعالى.

 
 
أضف تعليقاً
الاسم
البريد الإلكتروني
التعليق
من
أرقام التأكيد Security Image
 
 
 
محرك البحث
 
القائمة البريدية
 
آخر المواقع المضافة
موقع مكتب آية الله العظمى السيد الشبيري الزنجاني دام ظله
موقع سماحة آية الله العظمى السيد محمود الهاشمي الشّاهرودي
موقع سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله
موقع سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي دام ظله
موقع سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم دام ظله
 
آخر الصور المضافة
 
آخر الصوتيات المضافة
الإمام المجتبى عليه السلام بين حكم التاريخ وحاكميته
ضوابط قرآنية في حل المشكلات
الإمام الصادق عليه السلام ومحاربة الإنحراف
من ثمار التقوى
وقفات مع علم النفس القرآني
 
آخر الكتب المضافة
العبادة والعبودية
آية التطهير فوق الشبهات
إرشاد الحائر إلى صحة حديث الطائر
حديث الغدير فوق الشبهات
رسالة مختصرة في الفطرة والمشكلة الإنسانية
 
آخر الأسئلة المضافة
س:

  هل یجوز للرجل الزاني الزواج بابنة المراة التي زنا بها؟

ج:

  یجوز والاحوط استحباباً تركه.