نبذة مختصرة عن حياة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله               ولادة الرسول الأكرم ومنطلقات الوحدة الإسلامية               النبوة لطف               التربية بالقدوة الحسنة               عملي وعملكم                كلّا إنّها كلمة هو قائلها                 الله والتغيير                التربية بالقدوة الحسنة                القرآن وتربية الإنسان                 الشّباب ووقت الفراغ               
  الرئيسية
  من نحن ؟
  من خدماتنا
  مواقع مهمة
  كشوف مالية بمساعداتنا
  المكتبة
  أنشطتنا
  المساهمات الخيرية
  الركن الاجتماعي
  أسئلة وأجوبة
  معرض الصور
  بحوث ومقالات
  اتصل بنا
 
عدد الزوار
183514
بحوث ومقالات > بحوث ومقالات إجتماعية
 
 
صلة الرحم
مكتب الشؤون الفقهية بأوقاف اللواتية - 2013/08/22 - [المشاهدات : 1815]
 

صلة الرحم

الشيخ حسان محمود عبدالله(*)

صلة الرحم في الإسلام:

أمر الإسلام بأن يصل كل مسلم رحمه وشجّع على ذلك بعدة مُرغبات لها علاقة بجملة من الجوائز لمن يصل رحمه في الدنيا والمقام الرفيع في الآخرة، والإسلام عندما طلب منا أن نصل رحمنا إنما يفعل ذلك انطلاقاً من المنظومة الإسلامية التي تسعى لتأسيس مجتمع متكامل متضامن متكافل مجتمع الأمة الواحدة التي تدعو إلى العمل معاً في سبيل خير الإنسانية، وقد ورد في ذلك قول الله سبحانه وتعالى: (أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ*الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلاَ يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ*وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ) (1). لقد اعتبر الله عزّ وجل أنّ أولو الألباب هم الذين يجهدون لصلة ما أمر الله سبحانه وتعالى به أن يوصل، ومن أمر الله به أن يوصل هو الرحم، فقد ورد عن الإمام الصادق "عليه السلام" في تفسير قوله: (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ...) أنه قال: (من ذلك صلة الرحم وغاية تأويلها صلتك إيانا)(2).

فاعتبر الإمام الصادق "عليه السلام" أن ما أمر الله سبحانه وتعالى أن يوصل أمور كثيرة منها صلة الرحم وغايتها العظمى صلة أهل بيت النبوّة "عليهم السلام".

وفي مجال آخر اعتبر الله سبحانه وتعالى أن من تقوى الله أن نصل رحمنا فربطها فيه وقال في كتابه الكريم: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)(3)

ورد في تفسير هذه الآية عن الإمام الصادق "عليه السلام" قوله:

(هي أرحام الناس، إن الله عزّ وجل أمر بصلتها وعظّمها، ألا ترى أنه جعلها معه)(4).

وكثيرة هي الأحاديث التي حثت على صلة الرحم وليس المجال واسعاً للحديث عنها بالتفصيل، ولكن يجب أن يعرف كل منا أن صلة الرحم من الأفعال التي يعجل الله سبحانه وتعالى ثوابها في الحياة الدنيا، فقد ورد عن الإمام الباقر "عليه السلام" قوله:

(قال رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" : "إن أعجل الخير ثواباً صلة الرحم")(5).

من هم الرحم؟:

 الرحم هم كل من ارتبط بنا بعلاقة نسبية أصلها الرحم ولذا نُسبت إليه، وهم الآباء والأبناء والأجداد والإخوة وأولادهم والأخوات وأولادهم والأعمام وأولادهم والعمات وأولادهم والأخوال وأولادهم والخالات وأولادهم، فكل هؤلاء من الأرحام، وقد ورد في مجمع البحرين ما نصه:

(في الحديث: "صلوا أرحامكم" جمع رحم وهم القرابة، ويقال على من يجمع بينك وبينه نسب، وقيل من عرف بنسبه وإن بَعُد)(6).

كل هؤلاء يجب صلتهم ولا يجوز قطعهم وهم موضوع الآيات والروايات الواردة في مسألة صلة الرحم أو قطيعته.

صلة الرحم قوة للإنسان:

من المسلم به أن صلة الرحم تشكل عنصر قوة وتضامن في داخل العائلة الواحدة، وهذا ما يساعد على التكامل والتآزر والتعاون بين أفرادها ما يساهم في قوة المجتمع ككل مقدمة لقوة الأمة وتماسكها.

وقد ورد في ذلك ما روي عن أمير المؤمنين علي "عليه السلام" حيث قال:

(وأكرم عشيرتك، فإنهم جناحك الذي به تطير، وأصلك الذي إليه تصير، ويدك التي بها تصول)(7).

إن أمير المؤمنين علي "عليه السلام" يدعونا لإكرام عشيرتنا لأنّه بهم نحقق غاياتنا ونصل إلى أهدافنا، ومن دونهم نضيع ولا نصل إلى مكان.

تكبد المشاق لأجل صلة الرحم:

صلة الرحم مثلها مثل كل الواجبات الشرعية التي قد لا يستطيع الإنسان القيام بها إلا من خلال تكبد مشاق وتحمل صعاب، فإذا احتاج قيامنا بأداء واجبنا تجاه أرحامنا أن نسير مسافات طويلة، أو السفر إلى بلاد بعيدة، فإنه يجب ذلك من الناحية الشرعية، ولا يجوز مع القدرة أن نتذرّع بالمشقة غير المحتملة لترك أداء الواجب. فقد ورد عن رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" قوله:

(أوصي الشاهد من أمتي والغائب منهم ومن في أصلاب الرجال وأرحام النساء إلى يوم القيامة، أن يصل الرحم وإن كان على مسير سنة، فإن ذلك من الدين)(8).

فصلة الرحم وصية الرسول إلينا إلى يوم القيامة والتي يجب أن لا تترك ولا تضيع حتى لو احتاج أداؤها إلى أن نسير مسافة سنة، وما ذلك إلا لأهميتها عند الله سبحانه وتعالى ولما فيها من مصلحة للمجتمع والأمة.

آثار صلة الرحم:

صلة الرحم هي ككل الواجبات التي تتعرض للعلاقات الإنسانية والاجتماعية، تؤدي إلى آثار إيجابية على الشخص القائم بها كما المجتمع الذي يعيش فيه، وأهم هذه الآثار الإيجابية هي:

أ-صلة الأرحام تزكي الأعمال:

من الأمور التي تنعكس إيجابيّاً على من يصل رحمه أنها تساهم في تزكية أعماله، فقد ورد عن الإمام الباقر "عليه السلام" قوله:

(صلة الأرحام تزكي الأعمال وتنمي الأموال، وتدفع البلوى، وتيسر الحساب، وتنسئ في الأجل)(9).

ومعنى تزكية الأعمال زياديتها وزيادة أجرها عند الله سبحانه وتعالى. فالزكاة معناها النماء والتزكية التنمية بمعنى الزيادة.

ب-صلة الأرحام تنمي الأموال:

بالرجوع إلى حديث الإمام الباقر " عليه السلام" نجد أنه قال أيضاً: ( ... وتنمي الأموال...) وعليه فإن صلة الرحم تساعد في تنمية الأموال، فحيث إن الرزق من عند الله سبحانه وتعالى هو الذي يقدره فإنه يمكن أن يزيد لنا في قدره عند قيامنا ببعض الأعمال، ومن هذه الأعمال التي تساهم في تنمية أعمالنا صلة الرحم، فلو قدر الله سبحانه وتعالى في علمه أن لنا من الرزق ألفاً ثم قمنا بصلة أحد أرحامنا فإن الله سبحانه وتعالى يمكن أن يجعل الألف ألفان جراء هذا العمل، وضمن هذه النظرية لا يعود لأحد أن يقول إنني لا أستطيع صلة رحمي لأن ذلك يكلفني مالاً ثمناً لهدية آخذها معي، أو أجرة طريق أغرمها لأصل إليه في المكان البعيد الذي هو فيه. بل إن ما تدفعه في هذا السبيل سيعود إليك أضعافاً مضافاً إليه الأجر العظيم الذي وعد به الله سبحانه وتعالى.

ج-صلة الأرحام تدفع البلوى:

بالرجوع إلى حديث الإمام الباقر "عليه السلام" نجد أنه قال أيضاً: ( ... وتدفع البلوى...) ومن المعروف أن هناك أعمالاً كثيرة تؤدي إلى رفع بلاء مقدر على عبد نتيجة قيامه بعمل جيد طلبه الله سبحانه وتعالى من مثل الصدقة مثلاً التي ورد أنها تُطفئ غضب الرب وأنها تدفع البلوى، فكذلك فإن صلة الرحم إذا ما قمنا بها قربة إلى الله سبحانه وتعالى وبنية مخلصة تؤدي إلى دفع البلاء المقدر والمحتوم علينا، ونحن ننصح في حالات البلاء أن يقوم الإنسان المبتلى بزيارة أرحامه فلعل ذلك يكون سبباً إما إلى رفع البلاء، أو على الأقل إلى اللطف فيه.

د-صلة الأرحام تيسر الحساب:

بالرجوع إلى حديث الإمام الباقر "عليه السلام" نجد أنه قال أيضاً: ( ... وتيسر الحساب...) ومن المعروف أن أصعب ما يمر على الإنسان في يوم القيامة هو الحساب الذي وصفه الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بقوله:

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ)(10).

إن هكذا وضع وصفه الله سبحانه وتعالى بأنه أمر مزلزل يحتاج إلى ما يساعد على تخطيه، أو يساهم في تيسيره علينا، وصلة الرحم من الأمور التي تساهم في تيسير الحساب علينا لذا يجب أن لا نتهاون في أداء هذا الواجب حتى لو كان أثره فقط هذا الأمر لكفى في بذل كل الجهد لتحصيله فكيف وهو واحد من أمور كثيرة.

ه-صلة الأرحام تنسئ في الأجل:

بالرجوع إلى حديث الإمام الباقر "عليه السلام" نجد أنه قال أيضاً: (... وتنسئ في الأجل...) فبدل أن يكون عمرك خمسون سنة مثلاً فإنك من خلال المواظبة على صلة الرحم فإن ذلك سيؤدي إلى أن يمنَّ الله عليك الأجل وبمعنى آخر زيادة العمر. فقد ورد في ذلك قول أمير المؤمنين علي "عليه السلام" أنه قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" : (إن الرجل ليصل رحمه وقد بقي من عمره ثلاث سنين، فيصيرها الله عزّ وجل ثلاثين سنة، ويقطعها وقد بقي من عمره ثلاثون سنة فيصيرها الله ثلاث سنين ثم تلا : "يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ")(11).

وهذا الحديث عن الرسول "صلى الله عليه وآله وسلّم" دليل واضح على أن الله يطيل عمر واصل رحمه وقد أبرم حتفه، في حين أنه ينقص من عمر قاطع رحمه وقد كان قد أبرم أنه ما زال له بقية من عمر كانت له لو أنه كان واصلاً لرحمه قائماً بواجبه.

ومن المعروف من الناحية الشرعية أن الأجل كما الرزق مكتوب أيضاً عند الله سبحانه وتعالى وفي علمه وليس للإنسان دخالة في تطويل مدة عيشه، أو تقصيرها، وقد نص القرآن الكريم على ذلك بقول الله سبحانه وتعالى:

(قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ)(12).

فحيث إن الأجل بيد الله سبحانه وتعالى وهو وعد بأن يطيل عمر من يقوم بواجب صلة الرحم فعلينا أن لا نتوانى عن ذلك كي لا نفوت هذا الأجر علينا.

و-صلة الأرحام تهون سكرات الموت:

من الأمور التي تحدثت عنها الروايات مشعرة بصعوبتها وقسوة معاناتها ما ورد في العذاب الذي يحصل للإنسان عندما يواجه الموت، أو ما اصطلح على تسميته بسكرات الموت، فإن هذه الساعة عصبية جداً لأن المحتضر يكون في حالة مواجهة مستقبل مجهول لا يعرف عنه شيء ويخاف أن يكون مصيره جهنم والعذاب، وهو في نفس الوقت يعاني من تركه للدنيا ولكل ما أحب وعاش معه طويلاًوعندما يواجه ملك الموت سيعاني من حالة رعب وخوف شديدين ومهما حاولت أن أصف فلن أستطيع أن أصف تلك اللحظات المسماة سكرات الموت أعاننا الله سبحانه وتعالى على مواجهتها بقلب ونفس مطمئنين.

المهم أن هذه الحالة الصعبة ممكن أن تكون هينة على البعض، أو تسهل عليه بعض الشيء ويكون ذلك من خلال قيامه ببعض الأعمال الواجبة أو المستحبة، ومن الأعمال التي تساعد في تخفيف سكرات الموت صلة الرحم وقد ورد في ذلك ما رواه الإمام الصادق "عليه السلام" حيث قال:

(فيما كلم الله تعالى به موسى "عليه السلام" قال موسى: إلهي فما جزاء من وصل رحمه؟ قال: يا موسى أنسئ له أجله وأهون عليه سكرات الموت، ويناديه خزنة الجنة: هلم إلينا فادخل من أي أبوابها شئت)(13).

إن الأهوال التي نجا منها من وصل رحمه كبيرة ومهولة ومع ذلك لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن الله سبحانه وتعالى قال له: إنه يستطيع الدخول من أي باب من أبواب الجنة يريد وهذا في حد ذاته مكافأة عظيمة وأجر كبير يستأهل أن يسعى له الإنسان المؤمن.

ز-صلة الأرحام تقي ميتة السوء:

كما أن سكرات الموت صعبة جداً فكذلك هناك أنواع من الميتات تكون صعبة ومُذلة، فمن الناس من يموت ميتة لا يعاني فيها أبداً وتكون في حالة مشرفة في حين أن البعض الآخر يموت في حالة صعبة وبعد نزاع قاسٍ ومع ذلك تكون الميتة غير شريفة وسيئة كمن يموت مثلاً في مكان سيء، أو ترمي جثته حتى تتعفن من دون أن تدفن، أو أي نوع من أنواع السوء في ظروف وحيثيات الموت المحيطة، في حين أن واصل رحمه كما تُبين الأحاديث ينجو من ميتة السوء، فقد ورد عن أمير المؤمنين علي "عليه السلام" أنه قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" :

(صلة الأرحام تهون الحساب وتقي ميتة السوء)(14).

كيف نصل أرحامنا:

بعد كل ما تحدثنا به حول موضوع صلة الرحم والأجر المترتب عليها يتبادر إلى الذهن سؤال طبيعي وهو: ما هي الحدود التي يكون معها الإنسان واصلاً لرحمه ولا يكون قاطعاً لها؟ والجواب أن صلة الرحم تكون بكل ما يؤدي إلى إرضاء الرحم وعدم انزعاجه من قطيعته بحسب المتعارف أو ما اعتادا عليه.

وللتفسير نقول إنه قد يكون هناك طريقة اعتاد عليها الرحم مع رحمه كأن يزوره مرة في الأسبوع على سبيل المثال، فيصبح التخلف عن هذه العادة إذا ما أزعج الآخر ولم يكن هناك مانع يمنعه من ذلك يعتبر بمثابة إساءة وقطيعة للرحم بشرط أن يصبح عادة جديدة لا أن يكون تغيراً طارئاً، وإذا لم يكن هناك طريقة من التواصل اعتاد عليها الطرفان، فإن المطلوب لصلة الرحم أن يصله ولو باتصال هاتفي إذا كان ذلك يرضيه ولا يسيء إليه، وإن كان يصله بشكل مقبول ولكنه لا يرضيه فهل يعتبر قاطعاً؟ الجواب إن العبرة هي في العرف القائم بحيث يصدق عليه عرفاً أنه واصل لرحمه، وإن كان الأحوط ويستحب أن يصل رحمه بشكل يرضيه ولا يؤذيه وإن اعتبر في العرف واصلاً.

وقد ورد في تحديد الحد الأدنى لصلة الرحم أحاديث كثيرة منها ما اعتبر أن مجرد حسن الكلام ورد الجواب يعتبر كافياً فيها كما روي عن الإمام الصادق "عليه السلام" أنه قال:

(إن صلة الرحم والبر ليهونان الحساب ويعصمان من الذنوب، فصلوا أرحامكم وبروا إخوانكم ولو بحسن الكلام ورد الجواب)(15).

ومنها روايات تعتبر أن المطلوب هو صلة الرحم ولو بتقديم شربة ماء للرحم إرواءً لظمئه، ومن استطاع أن يقدم أكثر من ذلك كأن يقدم مالاً لمن كان من أرحامه محتاجاً إليه، فمن لم يكن يملك مالاً فعلى الأقل أن لا يؤذي رحمه فمجرد كف الأذى يعتبر من موارد الحد الأدنى من صلة الرحم كما ورد في الحديث عن رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" قوله:

(صل رحمك ولو بشربة من ماء وأفضل ما يوصل به الرحم كف الأذى عنها)(16).

____________________

(*) من كتابه مشاكل الأسرة بين الشرع والعرف.

(1)سورة الرعد الآيات 19-21.

(2) بحار الأنوار الجزء 23 الصفحة 368.

(3) سورة النساء الآية 1 .

(4) بحار الأنوار الجزء 71 الصفحة 97.

(5) بحار الأنوار الجزء 71 الصفحة 121.

(6)مجمع البحرين الجزء 2 الصفحة 160.

(7) بحار الأنوار الجزء 71 الصفحة 105.

(8) بحار الأنوار الجزء 71 الصفحة 105.

(9) بحار الأنوار الجزء 71 الصفحة 111.

(10) سورة الحج الآيتان 1-2.

(11) بحار الأنوار الجزء 71 الصفحة 93.

(12)سورة يونس الآية 49.

(13) بحار الأنوار الجزء 66 الصفحة 383.

(14) بحار الأنوار الجزء 71 الصفحة 94.

(15) بحار الأنوار الجزء 71 الصفحة 131.

(16) بحار الأنوار الجزء 71 الصفحة 103. 

 
 
أضف تعليقاً
الاسم
البريد الإلكتروني
التعليق
من
أرقام التأكيد Security Image
 
 
 
محرك البحث
 
القائمة البريدية
 
آخر المواقع المضافة
موقع مكتب آية الله العظمى السيد الشبيري الزنجاني دام ظله
موقع سماحة آية الله العظمى السيد محمود الهاشمي الشّاهرودي
موقع سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله
موقع سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي دام ظله
موقع سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم دام ظله
 
آخر الصور المضافة
 
آخر الصوتيات المضافة
الإمام المجتبى عليه السلام بين حكم التاريخ وحاكميته
ضوابط قرآنية في حل المشكلات
الإمام الصادق عليه السلام ومحاربة الإنحراف
من ثمار التقوى
وقفات مع علم النفس القرآني
 
آخر الكتب المضافة
العبادة والعبودية
آية التطهير فوق الشبهات
إرشاد الحائر إلى صحة حديث الطائر
حديث الغدير فوق الشبهات
رسالة مختصرة في الفطرة والمشكلة الإنسانية
 
آخر الأسئلة المضافة
س:

  هل یجوز للرجل الزاني الزواج بابنة المراة التي زنا بها؟

ج:

  یجوز والاحوط استحباباً تركه.